05 ديسمبر 2025

قضت محكمة في العاصمة المالية باماكو مساء أمس الاثنين بسجن رئيس الوزراء الأسبق موسى مارا لمدة عامين، بعد إدانته بتهم تتعلق بـ“تقويض هيبة الدولة” و“معارضة السلطة الشرعية”، في قضية أثارت جدلا واسعا حول حرية التعبير في البلاد التي تخضع منذ سنوات لحكم عسكري.

وذكرت مصادر قضائية أن الحكم الصادر عن المحكمة العليا للبلدية الرابعة في باماكو يقضي بتنفيذ عام واحد من العقوبة مع وقف تنفيذ العام الآخر، ما يعني أن مارا سيقضي فعليا سنة واحدة خلف القضبان، بينما تبقى له إمكانية الطعن في القرار خلال المهلة القانونية.

ورأى مراقبون أن الحكم ضد مارا يعكس تشدد السلطات الانتقالية تجاه الأصوات المنتقدة، في وقت تشهد فيه مالي توترا سياسيا وتدهورا أمنيا متصاعدا.

ووصف ناشطون حقوقيون القرار بأنه “رسالة ترهيب واضحة لكل من يعارض المجلس العسكري”، في حين اعتبر آخرون أن القضاء “يُستخدم أداة سياسية لتكميم المعارضين”.

ويعود أصل القضية إلى تصريحات نشرها موسى مارا في أغسطس الماضي عبر منصة إكس، عبّر فيها عن تضامنه مع شخصيات سياسية ومدنية موقوفة، وانتقد فيها أسلوب تعامل السلطات الانتقالية مع المعارضة.

واعتُبر ذلك، وفق لائحة الاتهام التي رفعها المدعي العام للوحدة الوطنية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، “تحريضاً ضد مؤسسات الدولة وتشكيكاً في شرعيتها”.

وأوقِف مارا في الأول من أغسطس الماضي، ووجهت إليه اتهامات رسمية بعد استجوابه، فيما رفضت المحكمة جميع طلبات الإفراج المؤقت التي تقدم بها فريق الدفاع خلال مرحلة التحقيق.

وشغل موسى مارا منصب رئيس وزراء مالي بين عامي 2014 و2015 في عهد الرئيس الراحل إبراهيم بوبكر كيتا، وكان ينظر إليه آنذاك كوجه إصلاحي شاب داخل الساحة السياسية، إلا أن علاقته مع السلطات الانتقالية توترت في السنوات الأخيرة بسبب مواقفه المنتقدة للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ انقلاب 2021.

مالي تعبر عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”

اقرأ المزيد