05 ديسمبر 2025

أيد مجلس قضاء الجزائر الحكم بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث 5 سنوات (3 نافذة و2 موقوفة) بسبب تصريحاته المثيرة للجدل عن الأمازيغية، ما أثار جدلاً حول حرية التعبير والتوازن بين البحث الأكاديمي والوحدة الوطنية.

في تطور قضائي أثار جدلاً واسعاً حول حرية التعبير في الجزائر، أيد مجلس قضاء الجزائر، يوم الثلاثاء، الحكم الابتدائي بسجن المؤرخ والأستاذ الجامعي محمد الأمين بلغيث خمس سنوات، منها ثلاث سنوات نافذة وسنتان موقوفتا التنفيذ، على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الأمازيغية في مقابلة تلفزيونية مع قناة سكاي نيوز عربية.

وأعلن محاميه، توفيق هيشور، أن القرار جاء بعد تعديل الحكم الابتدائي الصادر في يوليو الماضي، الذي كان يقضي بخمس سنوات نافذة.

وأدين بلغيث بتهم “نشر خطاب الكراهية والتمييز” و”الإضرار بالوحدة الوطنية”، إثر تصريحات وصفها البعض بأنها مسيئة لأحد مكونات الهوية الجزائرية.

وفي الحوار التلفزيوني، وصف المؤرخ اللغة الأمازيغية بأنها “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي”، نافياً وجود “ثقافة أمازيغية مستقلة”، ما اعتبره كثيرون إهانة لتاريخ وحضارة جزء أصيل من الشعب الجزائري.

وكان بلغيث دافع عن نفسه قائلاً إن تصريحاته “أُخرجت من سياقها” نتيجة “تحريف في المونتاج”، ليجد نفسه اليوم في قلب معركة فكرية وقانونية تتجاوز شخصه لتناقش التوازن بين حرية البحث الأكاديمي واحترام الثوابت الوطنية.

وقد قسّمت القضية الرأي العام بين من يرونها محاكمة للفكر ومن يعتبرونها ردعاً لخطاب الكراهية، في سياق حساس تشهده الجزائر منذ ترسيم الأمازيغية لغة وطنية ورسمية عام 2016، وإقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً.

وبينما يأمل دفاعه بعفو رئاسي أو إفراج مشروط، يظل الملف مرآة تعكس توتر العلاقة بين حرية الكلمة ومفهوم “الوحدة الوطنية” في بلد متعدد الهويات.

ويشير مراقبون إلى أن القضية تشكل سابقة قانونية فارقة في العلاقة بين الفكر والتشريع في الجزائر الحديثة، كونها اختباراً لنضج المجتمع في إدارة اختلافاته دون تحويل التنوع إلى تهمة.

الجزائر.. فوز ساحق لعبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية

اقرأ المزيد