في خطوة تعكس تحسن الثقة الدولية في أداء الاقتصاد المصري، أعلنت وكالة ستاندرد أند بورز رفع تصنيف مصر الائتماني درجة واحدة من “B-” إلى “B”، مستندة إلى مؤشرات إيجابية أظهرت انتعاشا حادا في النمو الاقتصادي وتحسنا تدريجيا في أوضاع المالية العامة.
وقالت الوكالة، في بيان صدر أمس الجمعة، إن الإصلاحات الاقتصادية المستمرة، ولا سيما تلك المرتبطة ببرنامج صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 8 مليارات دولا، ساهمت في تقليص المخاطر المالية ودعم آفاق النمو خلال الفترة 2025-2028، مشيرة إلى أن الالتزام بسعر صرف مرن ساعد في استقرار السوق وتعزيز ثقة المستثمرين.
وأكدت ستاندرد أند بورز أن تحسن الإيرادات العامة وضبط الإنفاق سيساعد الحكومة المصرية في تحقيق فوائض أولية ضمن برنامجها مع صندوق النقد الدولي، رغم توقعاتها بأن وتيرة الإصلاح المالي ستبقى تدريجية خلال السنوات المقبلة.
ومن جهتها، ما زالت وكالة موديز تحافظ على تصنيف مصر عند “Caa1” منذ أكتوبر 2023، لكنها عدّلت نظرتها المستقبلية إلى “إيجابية” في مارس 2024، في ضوء زيادة الدعم الثنائي وتبني سياسات مالية أكثر انضباطا.
وفي السياق ذاته، أبقت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني على تقييمها لمصر عند درجة “B”، معتبرة أن البلاد ما تزال تمتلك إمكانات نمو مرتفعة مدعومة بتدفقات استثمارية قوية وبمساندة من الشركاء الدوليين.
وأشارت إلى أن المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن التوترات مع إسرائيل “زادت بشكل معتدل فقط”، وأن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة يسير في مسار إيجابي.
ويأتي رفع تصنيف ستاندرد أند بورز بعد نحو عام من خطوة مماثلة قامت بها “فيتش” في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حين ساهمت السياسات النقدية المشددة والاستثمارات الأجنبية المباشرة في تعزيز احتياطيات النقد الأجنبي وتحسين مؤشرات العجز المالي.
وبحسب بيانات رسمية، تراجع معدل التضخم السنوي في مصر إلى أقل من 38%، بعد أن بلغ ذروته في سبتمبر 2023، مدفوعًا ببرامج الإصلاح المالي واستقرار سعر الصرف، بينما أظهرت القطاعات الخدمية أداء قويا، إذ ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 20% خلال الربع الثاني من عام 2025، في حين زادت تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنسبة 36.5%، ما ساهم في تحسين تدفق العملات الأجنبية.
مصر توقع صفقة تاريخية لاستيراد مقاتلات صينية وسط مخاوف إسرائيلية
