05 ديسمبر 2025

أشعلت زيارة صانع المحتوى الأردني – الفلسطيني أنس الشايب إلى الجزائر موجة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتشرت مقاطع تظهر استقبال عدد من المؤثرات له، وظهوره في أماكن سياحية وتاريخية مختلفة من البلاد.

والزيارة، التي بدأت قبل نحو أسبوع، تحولت سريعا إلى موضوع نقاش عام، إذ انقسم المتابعون بين من اعتبرها مبادرة إيجابية للترويج للسياحة الجزائرية، ومن رأى فيها بحثا عن الشهرة والمشاهدات فحسب.

ورحب كثير من الجزائريين بقدوم الشايب، الذي يتابعه أكثر من ثمانية ملايين شخص على “تيك توك”، مشيرين إلى أن جولته في ولايات العاصمة ووهران وغيرها تسهم في إبراز الموروث الثقافي والعادات المحلية، من المأكولات إلى الأزياء التقليدية.

وانتقدوا آخرين طريقته في تقديم المحتوى، معتبرين أن بعض الملابس التي ظهر بها “لا تعبّر عن الهوية الجزائرية الحقيقية”، وأن الزيارة كانت “مجرد استعراض إعلامي لا أكثر”.

إلا أن الجزء الأكبر من الجدل تمحور حول ثلاث مؤثرات جزائريات رافقن الشايب خلال جولته، وهنّ حفصة، ورينا، وميليسا، حيث واجهن موجة من التعليقات السلبية بسبب طريقة اللباس والمظاهر في المقاطع المنشورة.

وبعد تصاعد الانتقادات، سارعت المؤثرات الثلاث إلى توضيح مواقفهن عبر حساباتهن على مواقع التواصل. فقد أكدت رينا أنها لم تقصد الإساءة، قائلة: “أعترف أنني أخطأت، وأعتذر لمن شعر بالإزعاج من الفيديو”.

بينما أوضحت حفصة أن الشايب «شاب صغير في عمر أخينا»، مشيرة إلى أن ارتداءها اللباس الرياضي تزامن مع فرحة تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم، وأضافت متسائلة: «هل يُقاس الخُلق باللباس؟».

أما ميليسا، فاختارت الرد على ما اعتبرته “حملة مبالغا فيها”، مؤكدة أن المكان الذي ظهر فيه الشايب هو غرفة ضيوف، لا غرفة نوم كما تداول البعض، معلنة نيتها الابتعاد مؤقتاً عن مواقع التواصل بسبب الضغط الذي تعرّضت له.

ومن جهته، علّق الباحث في شؤون الإعلام الرقمي رحيم صديقي على القضية قائلا إن صناعة المحتوى “لم تعد هواية بل عملا مهنيا حساسا يتطلب وعيا بالتأثير الاجتماعي لكل منشور”، محذّرا من أن “الاستهانة بردود الفعل قد تكلّف أصحابها كثيرا  خصوصا في مجتمعات ذات طبيعة محافظة”.

وفي السياق ذاته، اعتبر الأخصائي الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي أن الجدل الذي رافق زيارة الشايب “يعكس خصوصية المجتمع الجزائري المحافظ”، موضحاً أن ما يُقبل في دول أخرى “قد يُعدّ تجاوزا هنا، لأن لكل مجتمع منظومة قيم وسلوك تحدد ما يُعتبر لائقا أو مستهجنا”.

ترامب يضغط على الأردن ومصر لاستقبال لاجئين فلسطينيين

اقرأ المزيد