22 ديسمبر 2024

شهدت الفترة الأخيرة زيارات رسمية من وفود دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا، إلى شرق ليبيا، حيث عقدت لقاءات مع أطراف سياسية فاعلة في المنطقة.

وتأتي هذه التحركات في إطار سعي هذه الدول لتعزيز مصالحها، خاصة مع تركيز إيطاليا على ملف الهجرة غير الشرعية، وسعي فرنسا لتعزيز نفوذها في ليبيا بعد تراجع موقعها الاستراتيجي في إفريقيا.

ويرى المراقبون أن هذه التحركات تعكس تنافساً أوروبياً على لعب دور في الأزمة الليبية، إلا أن هناك تبايناً في مواقف الدول الأوروبية تجاه الحلول المطروحة، فبينما تسعى فرنسا لتعويض خسائرها في إفريقيا من خلال تعزيز وجودها في ليبيا، تركز إيطاليا على ضبط الهجرة غير الشرعية وتحقيق مكاسب اقتصادية.

وأكد المحلل السياسي الليبي جمال شلوف أن التحركات الأوروبية تأتي في ظل تصاعد التأثير الأمريكي على المشهد الليبي، ما يدفع هذه الدول لمحاولة الحفاظ على مصالحها.

وفي ذات السياق، أشار المحلل حسام الدين العبدلي إلى أن فرنسا وإيطاليا تركزان بشكل أساسي على مصالحهما الاقتصادية، خصوصاً في مجالات النفط والغاز، دون إعطاء الأولوية لحل الأزمة السياسية الليبية، ورغم تأثير الانقسام السياسي على مصالحهما، إلا أن جهود التوصل إلى حل سياسي شامل ليست أولوية بالنسبة لهما.

ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي إدريس احميد أن اهتمام دول الاتحاد الأوروبي بليبيا يعكس تنافساً على تحقيق أهدافها الخاصة، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب الحرب في أوكرانيا، بات أقل قدرة على لعب دور فاعل في ليبيا.

وأكد أن هذه التحركات الأوروبية لا تزال متأثرة بتباين واضح في المواقف تجاه ليبيا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ما يضعف من إمكانية تقديم حلول ملموسة للأزمة الليبية.

وفي المقابل، تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جهودها الرامية لتوحيد المؤسسات الليبية، حيث نجحت مؤخراً في تعيين مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي.

ويرى المراقبون أن هذه الخطوة قد تدفع نحو تحقيق تقدم أكبر على صعيد العملية السياسية، فيما تسعى المبعوثة الأممية ستيفاني خوري إلى بناء توافق دولي لدعم هذا المسار.

ويظل المشهد الليبي مرهوناً بالتفاعلات الدولية وتباين المصالح، في ظل غياب توافق أوروبي واضح، واستمرار التركيز على المصالح الاقتصادية دون الالتفات إلى الحلول السياسية المستدامة.

فوضى المجموعات المسلحة في طرابلس.. وفشل الدبيبة في التعاطي معها

اقرأ المزيد