01 أبريل 2025

زلزال قوي بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر، ضرب وسط ميانمار اليوم الجمعة، وفقاً لما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وأسفر الزلزال عن تصدّع بعض الطرقات في العاصمة نايبيداو، وشعر به السكان في الصين وتايلاند، وسط حالة من الذعر والتأهب.

وحدّدت الهيئة مركز الزلزال على بُعد 16 كيلومتراً شمال غربي مدينة ساغاينغ، وعلى عمق 10 كيلومترات، وذلك في تمام الساعة 12:50 ظهراً بالتوقيت المحلي.

ونتيجة لقوة الزلزال، أعلنت السلطات في ميانمار حالة الطوارئ في العاصمة نايبيداو وثاني أكبر مدينة في البلاد، في إجراء استثنائي لمواجهة التداعيات.

وأطلق المجلس العسكري الحاكم في ميانمار نداء للحصول على مساعدات إنسانية دولية، كما أعلن حالة الطوارئ في ست مناطق رئيسية تضررت بشدة جراء الزلزال، الأمر الذي يعكس حجم الكارثة التي حلت بالبلاد.

ووفقاً لشهادات محلية وتقارير إعلامية، فإن الأضرار الناجمة عن الزلزال جسيمة، حيث أكد أحد المنقذين في مدينة ماندالاي شمالي البلاد لهيئة “بي بي سي” أن أعداد الوفيات مرتفعة للغاية، وقد تصل إلى المئات.

ووصف حجم الدمار بأنه “هائل”، وسط تواصل جهود الإغاثة لإنقاذ المصابين وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في ميانمار أن أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة نايبيداو تحوّل إلى “منطقة تضم عدداً كبيراً من الضحايا”، ما يشير إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى والمصابين خلال الساعات المقبلة.

كما أفاد شهود عيان لوكالة “رويترز” للأنباء بأن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم جراء انهيار جزئي لمسجد في منطقة باجو أثناء أداء الصلاة، حيث قال أحد الناجين: “كنا نصلي عندما بدأ الاهتزاز… توفي ثلاثة أشخاص على الفور”.

ولم يقتصر تأثير الزلزال على ميانمار وحدها، بل امتد إلى دول الجوار، حيث شعر سكان شمال تايلاند وصولاً إلى العاصمة بانكوك بالهزة الأرضية، ما دفع الكثيرين إلى الهروب إلى الشوارع بينما اهتزت الأبنية العالية.

وفي بانكوك، أفادت سلطات الطوارئ بأن الزلزال أدى إلى انهيار ناطحة سحاب قيد الإنشاء مكونة من 30 طابقاً، ما تسبب في مقتل ثلاثة عمال على الأقل، ومحاصرة نحو 70 شخصاً تحت الأنقاض، وفقاً للمعهد الوطني لطب الطوارئ في تايلاند.

كما تم تعليق بعض خدمات المترو والقطارات الخفيفة كإجراء احترازي.

وأما في الصين، فقد أفادت وكالة الزلازل في بكين بأن سكان مقاطعة يونان الواقعة في جنوب غربي البلاد شعروا بالهزة الأرضية القوية.

وقدّر “مركز شبكات الزلازل الصيني” قوة الزلزال بـ 7.9 درجة، مشيراً إلى أن سكان المقاطعة تفاعلوا مع الهزة التي أحدثت اضطرابات في بعض المناطق.

وتشهد ميانمار نشاطاً زلزالياً متكرراً نظراً لوقوعها على صدع “ساغينغ”، وهو أحد الخطوط الزلزالية النشطة في المنطقة، فقد ضربت البلاد ستة زلازل قوية بلغت شدتها سبع درجات أو أكثر بين عامي 1930 و1956، ما جعلها واحدة من أكثر المناطق عرضة للهزات الأرضية في جنوب شرق آسيا.

وفي عام 2016، تسبب زلزال بقوة 6.8 درجات في مقتل ثلاثة أشخاص، وأدى إلى انهيار أبراج وجدران معابد أثرية في مدينة باغان، التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية والتاريخية في ميانمار.

ويأتي هذا الزلزال في وقت تعاني فيه ميانمار من أزمات سياسية وإنسانية متفاقمة، خاصة منذ الانقلاب العسكري الذي وقع عام 2021 وأدى إلى فرض قيود واسعة على الحريات السياسية والصحفية، كما تعاني البلاد من اضطرابات أمنية متزايدة في العديد من المناطق، مما قد يعقّد عمليات الإنقاذ والإغاثة.

اقرأ المزيد