نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، ديمتري تشوماكوف، أكد أن دول تحالف الساحل، وهي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تحتاج إلى دعم جماعي من المجتمع الدولي.
وجاءت تصريحات تشوماكوف خلال كلمته في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حيث شدد على ضرورة توحيد الجهود الدولية لدعم هذه الدول الثلاث، قائلاً: “من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد، لا بد من دعم جماعي من المجتمع الدولي لمالي وبوركينا فاسو والنيجر، فهذه الدول وجدت نفسها في طليعة مكافحة الجماعات الإرهابية العابرة لإفريقيا، رغماً عنها”.
وانتقد تشوماكوف محاولات بعض القوى الأجنبية التدخل في شؤون المنطقة، مشيراً إلى أن نتائج مثل هذه التدخلات غالباً ما تكون عكسية، وأضاف: “نود أن نُذكّر بأن الأفارقة وحدهم هم من يقررون ما هو مفيد أو غير مفيد، سواء في مكافحة الإرهاب أو في مسارات التنمية السياسية والاقتصادية”.
كما أشار المسؤول الروسي إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها دول الساحل، مشدداً على ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية، بما يسمح بإعطاء الأولوية لمصالح واحتياجات الدول الإفريقية، وسلّط في هذا السياق الضوء على بيان الأمين العام للأمم المتحدة الذي تطرّق إلى ديون دول المنطقة لصالح دائنين أجانب، معتبراً أن هذه الديون تحول دون تمكّن حكومات المنطقة من تخصيص موارد كافية لمعالجة الأسباب الجذرية لنمو الإرهاب.
وفيما يتعلق بالدور الروسي، أكد تشوماكوف أن بلاده ستواصل دعم تحالف دول الساحل وبقية دول غرب إفريقيا في مسارها نحو التنمية، مشيراً إلى أن روسيا ستسهم بشكل بنّاء في الجهود الجماعية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الصحراء الكبرى والساحل وغرب أفريقيا ككل.
وأضاف: “سنواصل تقديم الدعم للدول الإفريقية على أساس ثنائي، بما في ذلك في مجالات تعزيز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل مؤشرات ميدانية على تحسّن الوضع الأمني في بعض دول التحالف، إذ أعلن وزير دفاع بوركينا فاسو في وقت سابق من أغسطس أن الجيش الحكومي تمكن من استعادة السيطرة على أكثر من 72% من أراضي البلاد.
وتعاني منطقة الساحل من نشاط جماعات جهادية منذ أكثر من عقد، إذ توسع نفوذها بشكل لافت منذ عام 2012، بعد اندلاع تمرد الطوارق في شمال مالي، وهو ما سمح للإسلاميين بالتمدد تدريجياً إلى بوركينا فاسو والنيجر، ما جعل هذه الدول في قلب المعركة الإقليمية ضد الإرهاب.
روسيا تحذر من انضمام أوكرانيا للناتو
