أعلنت روسيا استعدادها لمواجهة فيروس “ام بي اوكس” المعروف باسم “جدري القرود” المنتشر في بعض الدول الإفريقية، وأعدت الهيئة الفيدرالية الروسية لمراقبة حقوق المستهلك ورفاهية الإنسان مقترحات بشأن تقديم المساعدة وتدريب المتخصصين للدول الإفريقية المتضررة من مرض جدري القرود، حسبما أفاد المكتب الصحفي للهيئة للصحفيين.
وقالت الهيئة في بيان لها: “أعدت الهيئة الفيدرالية الروسية لمراقبة حقوق المستهلك ورفاهية الإنسان مقترحات بشأن تقديم المساعدة العلمية والتقنية، فضلاً عن المساعدة في تدريب المتخصصين للدول الإفريقية المتضررة من الوباء ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا”.
وفي وقت سابق، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن مبوكس يمثل حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي.
وأفاد تيدروس بأن أعداد الإصابات البالغة أكثر من 14 ألف حالة، والوفيات (524) المسجّلة حتى الآن هذا العام، في جمهورية الكونغو الديموقراطية تجاوزت المجموع المسجّل العام الماضي.
وقال في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ إن “الظهور والانتشار السريع للسلالة 1بي (للفيروس) في جمهورية الكونغو الديموقراطية، والتي يبدو أنها تنتشر خصوصًا عبر الشبكات الجنسية، ورصدها في بلدان مجاورة للكونغو هو أمر مقلق جداً ومن بين الأسباب الرئيسية وراء قراري عقد اجتماع للجنة الطوارئ هذه”.
يشار إلى أن “جدري القرود” مرض فيروسي نادر ينتشر في المناطق النائية القريبة من الغابات الاستوائية في وسط وغرب إفريقيا.
وقد تم تسجيل أول حالة انتقال للمرض من الحيوان إلى الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا الفيروس ينتقل عادة إلى البشر عن طريق الحيوانات البرية، مثل القوارض والقردة، في حين أن انتشاره الثانوي بين البشر محدود. وعادة ما يتراوح معامل الفتك أثناء تفشي الجدري المائي من 1% إلى 10%، مع وقوع أغلب حالات الوفاة بين الفئات العمرية الأصغر سناً.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، في شهر أبريل الماضي، استعداد بلاده مساعدة القارة السمراء في مواجهة الأوبئة والأمراض بكافة الطرق المتاحة بما فيها إلى بناء إمكانياتها الطبية والعلمية والتكنولوجية.
وقال بوتين في كلمة له خلال المؤتمر الدولي الروسي الإفريقي الأول لمكافحة الأمراض المعدية “يزال خطر ظهور أوبئة جديدة وانتشار الأمراض الخطيرة المعروفة بالفعل في العالم مرتفعا للغاية. والقارة الإفريقية معرضة بشكل خاص لهذه التحديات، وتحتاج إلى تسريع بناء الإمكانات الطبية والعلمية والتكنولوجية لحماية سكانها. وروسيا، من جانبها، مستعدة للتعاون الأكثر نشاطا في هذا القطاع الهام من الرعاية الصحية”.
وأشار إلى أن برنامج مساعدة البلدان الإفريقية في مجال الصحة والصحة الوبائية، الذي تم إطلاقه عام 2023، ينص على توفير عشرة مختبرات متنقلة على مستوى عال من الحماية البيولوجية، وتدريب أكثر من 350 متخصصا إفريقيا، إضافة إلى سلسلة من الأبحاث العلمية المشتركة.
وساهمت روسيا بشكل فعال في مساعدة الادول الإفريقية على التصدي لوباء “كورونا” حيث كانت أول دولة تقوم بإرسال لقاحات إلى القارة السمراء، كما أرسلت ملايين الفحوصات والاختبارات الروسية الطبية مجاناً.
وتساعد روسيا الدول الإفريقية على محاولة النهوض من عقود طويلة من الاستعمار الأوروبي والأميركي سلب هذه البلاد خيراتها ومواردها وتركها لمواجهة تحديات ثقيلة من بينها القطاع الصحي المتهالك.
نائب وزير الدفاع الروسي يزور بنغازي