في خطوة تعكس قوة العلاقات الروسية مع منطقة الساحل الإفريقي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، استعداد بلاده لتقديم الدعم لبوركينا فاسو في معركتها ضد الجماعات المتطرفة، مؤكدا التزام موسكو بالمساهمة في استعادة النظام الدستوري في البلاد.
وجاء تصريح بوتين جاء خلال استقباله رئيس المجلس العسكري البوركيني، النقيب إبراهيم تراوري، في الكرملين، حيث بحث الجانبان سبل توسيع الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.
وأكد الرئيس الروسي أن العلاقات الثنائية بين موسكو وواغادوغو تتسم بالود، لكنها ما تزال بحاجة إلى تعزيز اقتصادي، مشددا على أهمية زيادة وتيرة التبادل التجاري وتنويع مجالات التعاون، خاصة في ظل ما وصفه بـ”الرمزية البالغة” لزيارة تراوري إلى موسكو تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، أشاد الرئيس تراوري بموقف روسيا الداعم، معتبرا أنها “لا تزال قوة فاعلة على الساحة الدولية رغم العقوبات الغربية”، وأكد على التزام بوركينا فاسو، إلى جانب شركائها في تحالف دول الساحل (مالي والنيجر)، بخوض “معركة حاسمة ضد الإرهاب والإمبريالية”، بحسب تعبيره.
وفي تغريدة نشرها عقب اللقاء على منصة “إكس”، رحب تراوري بـ”شراكة المنفعة المتبادلة” التي تجمع بلاده بروسيا، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد تعميق هذا التعاون في إطار التوجه نحو استقلالية القرار الأمني لدول الساحل.
وتواجه بوركينا فاسو تحديات سياسية وأمنية متفاقمة، حيث تسيطر الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش” على نحو 40% من أراضي البلاد، ما أدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص داخليا، أي ما يقارب 10% من السكان .
كما تعاني الحكومة العسكرية بقيادة النقيب إبراهيم تراوري من محاولات انقلابية متكررة، كان آخرها في أبريل 2025، حيث تم إحباط محاولة انقلابية ضمت ضباطًا حاليين وسابقين بالإضافة إلى عناصر إرهابية.
المغرب ينضم لمشروع روسي لإنشاء قاعدة بيانات رقمية للتراث الثقافي
