سلمت روسيا إلى أوغندا معدات وتجهيزات عسكرية بقيمة إجمالية تقارب 53 مليون دولار كمساعدة للقوات المسلحة في الدولة الإفريقية، وفق ما أعلن رئيس أوغندا يويري موسيفيني خلال مراسم التسليم في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال موسيفيني “تلقيت معدات وتجهيزات بقيمة 53 مليون دولار كمنحة من أصدقائنا الأيديولوجيين والاستراتيجيين في الاتحاد الروسي. أود أن أشكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الدعم العسكري، هذا الدعم مفيد للغاية. ما فعله الروس ليس سوى جزء صغير من إنجازاتهم العظيمة. روسيا صديق تاريخي وقريب جداً لإفريقيا”،
وشملت المعدات المسلّمة آليات لإزالة العوائق، حفّارات خنادق، قوارب، ورش صيانة، ومحطة ساحلية.
واعتبر موسيفيني ذلك “إسهاماً مهماً وعملياً جداً” في البنية التحتية الدفاعية لأوغندا، مضيفاً أن هذه المبادرة الروسية “تلهم لمزيد من التعاون”.

كما أطلق الرئيس الأوغندي ضمن الفعالية مشروع إنشاء مركز عسكري ميكانيكي للصيانة الشاملة في بلدة ماغاماغا، إضافة إلى ورشة في مدينة عنتيبي.
وتحدث موسيفيني عن جذور التحرر السياسي لإفريقيا والتضامن الدولي، مشيراً إلى أن الثورة الروسية عام 1917 كانت نقطة تحول في السياسة العالمية منحت الأمل للشعوب المستعمَرة.
وقال “بحلول عام 1900، كانت إفريقيا كلها، باستثناء إثيوبيا، خاضعة للاستعمار. وكان أول من اتحد من أجل التحرر هم الجنوب إفريقيون الذين أسسوا عام 1912 حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. لكن على الصعيد العالمي كنا معزولين، وأصدقاؤنا الوحيدون كانوا الأمريكيين الأفارقة”.
وأضاف موسيفيني أن الثورة الشيوعية الصينية عام 1949 فتحت عصراً جديداً من التضامن الدولي، حيث قدمت روسيا والصين الدعم المادي والأيديولوجي للحركات المناهضة للاستعمار في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وأكد قائلاً “علاقاتنا مع روسيا لا تقتصر على مسائل الدفاع والأمن، بل تشمل أيضاً القضايا الأيديولوجية والاستراتيجية”.
من جهته، شكر وزير الدفاع وشؤون المحاربين القدامى الأوغندي، جاكوب أوبوت، الرئيس موسيفيني على جعل الدفاع أولوية في التنمية الوطنية، وقال “نشكركم على القيادة الحكيمة والاستراتيجية التي تظهرونها في وزارتنا وفي قوات الدفاع الشعبية الأوغندية (UPDF). إن قراراتكم التي تضع الأمن والدفاع في مقدمة الأولويات باعتبارهما شرطاً أساسياً للتنمية، تظل مفتاح نجاحنا”.
كما أعرب الوزير عن شكر حكومته لروسيا على سخائها ودعمها المستمر، مؤكداً استعداد أوغندا لتعزيز التعاون الدفاعي مع موسكو.

أما الجنرال كاياندجا موهانغا، نائب رئيس أركان الدفاع وقائد القوات البرية، فقد أشاد بالمساعدة الروسية معتبراً إياها دليلاً على الشراكة الحقيقية والاستمرارية التاريخية، وقال “هذه المساعدة ليست مجرد معدات وموارد، بل دليل على التزام راسخ بتأمين السلام والاستقرار للجميع”.
وأضاف أن هذا الدعم الجديد سيسمح لقوات الدفاع الأوغندية بأداء مهامها بكفاءة أكبر.
وأشار سفير روسيا في أوغندا، فلادلين سيميڤولوس، إلى العلاقات التاريخية الودية بين البلدين القائمة على الثقة المتبادلة وعدم التدخل واحترام السيادة الوطنية، مذكّراً بأن روسيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أوغندا. كما أثنى على موسيفيني لدوره في تعزيز الاستقلال الوطني والاستقرار الإقليمي.

وقال السفير “نحن سعداء بأن أوغندا، تحت قيادة فخامة يويري كاغوتا موسيفيني، تواصل تطورها كدولة قوية، مستقلة، ديمقراطية ومزدهرة”، مضيفاً أن لقاء قادة روسيا وأوغندا في القمة الثانية لروسيا – إفريقيا عام 2023 أسّس قاعدة متينة لتوسيع التعاون الثنائي.
وفي إشارة رمزية للشراكة الطويلة، تم منح عشرة شخصيات روسية بارزة وسام اليوبيل الماسي للاستقلال الوطني الأوغندي تقديراً لمساهماتهم في تعزيز سيادة أوغندا ودفاعها. وبحسب القانون، تُمنح هذه الميدالية للأشخاص الذين أظهروا خدمات متميزة وإخلاصاً للوطن، وخاصة من ساهموا في حماية وتعزيز استقلال أوغندا.
الجزائر وروسيا تطلقان شراكة استراتيجية في الاستكشاف المنجمي والنفطي
