حذرت موسكو من تنامي نشاط الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، معتبرة أن محاولات “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” فرض حصار على إمدادات الوقود في مالي تمثل تطورا خطيرا يستدعي تحركا دوليا عاجلا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح نشر عبر السفارة الروسية في باماكو أمس الجمعة، إن المعلومات الواردة تشير إلى اتساع نطاق العمليات التي تنفذها الجماعات الإرهابية داخل دول تحالف الساحل الذي يضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مؤكدة أن هذا التصعيد يثير “قلقا بالغا” لدى موسكو.
وأعادت زاخاروفا تأكيد موقف روسيا الداعم لسيادة دول التحالف ووحدة أراضيها، داعية المجتمع الدولي إلى مساندة جهود هذه الدول في مواجهة التهديدات الإرهابية، وكذلك في دعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الضرورية لاستقرار المنطقة.
واتهمت المسؤولة الروسية “جهات خارجية” بإدارة حملة إعلامية منظمة تستهدف خلق اضطرابات داخل دول الساحل التي اختارت – وفق قولها – اتباع سياسة خارجية مستقلة.
وأشارت إلى أن هذه الحملات “تخدم أهدافا جيوسياسية واقتصادية آنية” وتؤثر بشكل مباشر على حياة السكان المدنيين.
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطة العليا للاتصال في مالي تعليق بث قناتي LCI وTF1 الفرنسيتين داخل البلاد، متهمة إياهما بتقديم تغطيات “محرضة ومخالفة للضوابط المهنية”، وبإطلاق اتهامات “تمس بالسلطات المالية وتساهم في زعزعة الاستقرار” على خلفية تصاعد الهجمات الأخيرة للجماعات المسلحة وفرضها قيودا على دخول المحروقات.
وبعد تصاعد التوترات، دعت عدة دول غربية من بينها فرنسا رعاياها إلى مغادرة مالي بشكل فوري، وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إليها.
ورغم هذه الأجواء، أعلنت السلطات المالية استعادة جزء كبير من الهدوء بالعاصمة بعد تمكن الجيش من تأمين وصول مئات الشاحنات المعبأة بالوقود، ما أدى إلى استئناف الدراسة بعد توقف دام أسبوعين، كما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية عودة العمل بشكل طبيعي داخل سفارتها في باماكو.
مساهمة روسيّة فعّالة في بناء دول إفريقية قوية بعد عقود من الاستعمار الأوروبي
