05 ديسمبر 2025

وزارة الخارجية الروسية أكدت أن الصراع الدائر في جنوب السودان لا يمكن حله بالقوة، ويشكل تهديداً خطيراً للاستقرار في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحفية، إن “التدهور الحاد للوضع في جنوب السودان خلال الشهر الماضي يثير قلقاً بالغاً”، مشيرة إلى أن المواجهات المسلحة أدت إلى تصاعد أعداد الضحايا، بمن فيهم المدنيون، كما أن البُعد العرقي الذي يشكل جوهر النزاع يزيد من تعقيده.

وأضافت زاخاروفا: “ننطلق من مبدأ استحالة حل هذا الصراع بالوسائل العسكرية”، معتبرة أن الجولة الجديدة من العنف تشكل تحدياً إضافياً لمنطقة تعاني أصلاً من سلسلة أزمات متراكمة.

وشددت زاخاروفا على أهمية الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي من أجل دفع الأطراف المتنازعة نحو تسوية سلمية للأزمة العسكرية والسياسية في البلاد، معربة عن أمل موسكو بأن “تبدي الأطراف المتصارعة في جنوب السودان، بدعم من شركائها الأفارقة، قدراً من الحكمة السياسية يسمح بوقف التصعيد والعودة إلى اتفاق السلام المحدّث كإطار لحل الصراع”.

وكان وسطاء من الاتحاد الإفريقي قد وصلوا إلى العاصمة جوبا في أبريل الماضي في محاولة لمنع اندلاع حرب أهلية جديدة، عقب تصاعد التوترات إثر وضع الحكومة نائب الرئيس السابق رياك مشار تحت الإقامة الجبرية في مارس، واتهامه بالسعي لإشعال تمرد جديد.

يُذكر أن جنوب السودان شهد نزاعاً مسلحاً واسع النطاق منذ عام 2013 بين القوات الحكومية والمتمردين بزعامة مشار، تطور إلى حرب أهلية ذات طابع عرقي.

ورغم توقيع اتفاق سلام في عام 2018، عاد التوتر للظهور بعد أن أخفقت الحكومة والمعارضة في تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل.

وشكلت حكومة وحدة وطنية في عام 2020، وتم تمديد الفترة الانتقالية في 2022 حتى عام 2025، وتأجيل الانتخابات العامة إلى ديسمبر 2026، إلا أن الاشتباكات عادت في مارس 2025 حين اندلع القتال بين قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان وميليشيا “الجيش الأبيض” المرتبطة بمشار في ولاية أعالي النيل.

وفي 4 مارس، حاصرت القوات الحكومية مقر إقامة مشار، واحتجزت السلطات عدداً من رفاقه، وتزامن ذلك مع دخول القوات المسلحة الأوغندية إلى جوبا دعماً للحكومة، في تطور خطير يُنذر بتدويل النزاع.

كما أفادت تقارير إعلامية عن ضربة جوية استهدفت مدينة الناصر، عاصمة ولاية أعالي النيل، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التدهور الأمني المتواصل يهدد بانهيار النظام الصحي الهش أصلاً، ويعقّد الاستجابة للأوبئة المنتشرة مثل الكوليرا والملاريا والحصبة وحمى الضنك، في ظل ارتفاع أعداد النازحين ونقص حاد في الإمدادات الطبية.

وتتزايد الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي بين الفرقاء، وسط مخاوف من انزلاق البلاد مجدداً نحو حرب أهلية شاملة تهدد وحدة واستقرار جنوب السودان والمنطقة بأكملها.

ليبيا.. حمّاد يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الليبيري

اقرأ المزيد