أكدت ت.ي. دوغالينكو، مديرة إدارة الشراكة مع إفريقيا في الخارجية الروسية، التزام بلادها بدعم إفريقيا كمركز مستقل في النظام العالمي متعدد الأقطاب، مع احترام سيادة دولها ورفض النهج الاستعماري.
في مقابلة أجريت مع ت.ي. دوغالينكو، مديرة إدارة الشراكة مع إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، أكدت المسؤولة الروسية على التزام بلادها بدعم إفريقيا كمركز مستقل وفاعل في النظام العالمي المتعدد الأقطاب.
جاءت هذه التصريحات في إطار الحديث عن أولويات السياسة الخارجية الروسية تجاه القارة الإفريقية، والتي تُعتبر تعزيز مكانتها على الساحة الدولية أحد أبرز محاورها.
وأوضحت دوغالينكو أن روسيا لم تنظر أبداً إلى إفريقيا كمصدر للموارد الطبيعية فحسب، على عكس القوى الاستعمارية السابقة التي استغلت ثروات القارة دون مراعاة لمصالح شعوبها.
وأشارت إلى أن بلادها ساهمت بشكل فعال في بناء وتشغيل العديد من المشاريع الحيوية في مجالات البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات صناعية كبرى في الدول الإفريقية منذ حصولها على استقلالها.
كما شددت المسؤولة الروسية على أن روسيا لا تعتبر إفريقيا ساحة للصراعات الجيوسياسية، ولا تفرض على دولها اختيارات في ما يتعلق بتحالفاتها أو شراكاتها.
وأكدت أن نهج بلادها يقوم على احترام سيادة الدول الإفريقية ومصالحها الوطنية، وهو ما يختلف جذرياً عن النهج الذي تتبناه بعض القوى الغربية، والذي وصفته بالاستفزازي والمدمر.
وفيما يتعلق بالسياسة الفرنسية تجاه إفريقيا، لفتت دوغالينكو إلى أن العديد من الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية تسعى اليوم إلى التحرر من الهيمنة الفرنسية، من خلال تبني سياسات خارجية واقتصادية تعكس مصالحها الوطنية وتدعم سيادتها.
وأشارت إلى أن هذه الدول تعمل على تنويع شراكاتها الدولية بما يخدم أهدافها التنموية والأمنية.
كما تناولت المسؤولة الروسية تأسيس “تحالف دول الساحل”، الذي يضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر، معتبرة إياه خطوة مهمة في تعزيز الأمن القومي لهذه الدول ومواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها.
وأكدت أن هذه المبادرة تتماشى مع مبدأ “الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية”، وأنها تعكس مصالح شعوب هذه الدول وتساهم في تشكيل هيكل أمني إقليمي جديد.
من جهة أخرى، كشفت دوغالينكو عن أن قمم روسيا-إفريقيا ستُعقد كل ثلاث سنوات بالاتفاق مع الشركاء الأفارقة، مشيرة إلى أن القمة المقبلة مقررة في عام 2026، ويتم حالياً دراسة إمكانية تنظيمها على الأراضي الإفريقية.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكدت المسؤولة الروسية أن الشركاء الأفارقة يدركون أن هذا النزاع ليس مجرد صراع بين موسكو وكييف، بل هو مواجهة بين روسيا والغرب تهدف إلى إلحاق “هزيمة استراتيجية” ببلادها.
وأعربت عن أملها في أن يواصل الاتحاد الإفريقي تبني سياسة الحياد وعدم الانحياز تجاه الأزمات الدولية الراهنة.
هذه التصريحات تأتي في إطار الجهود الروسية لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية ودعمها في تحقيق أهدافها التنموية والأمنية، في وقت تشهد فيه القارة تحولات جيوسياسية واقتصادية كبيرة.