حظرت السلطات الجزائرية رواية “حوريات” للكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود الذي حاز على جائزة غونكور لعام 2024 عن روايته المثيرة للجدل، والتي استحضر فيها مآسي الحرب الأهلية الجزائرية المعروفة بـ”العشرية السوداء”.
وأثارت الرواية جدلاً واسعاً بعد اتهام داود باستخدام قصة حقيقية لناجية تُدعى سعادة عربان دون إذنها، ما دفعه إلى نفي هذه الادعاءات بشدة.
ونفى داود في مقال بمجلة “لوبوان” استخدامه قصة المدعية في روايته، مؤكدًا أن العمل خيالي ويتناول مأساة وطنية، وأوضح أن الجرح الذي أشار إليه في الرواية لا يخص شخصاً بعينه، بل هو مشترك بين العديد من ضحايا تلك الحقبة.
وتقدمت المدعية بشكاوى قضائية ضد الكاتب وزوجته، قبلت محكمة وهران إحداها وقررت استدعاءهما للمثول أمامها، مع احتمال محاكمتهما غيابياً في حال عدم حضورهما.
وحظرت السلطات الجزائرية رواية “حوريات”، ومنعت دار “غاليمار” الناشرة لأعمال داود من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب. وأدى هذا الحظر إلى تعليق أكاديمية غونكور مسابقة “اختيار غونكور” في الجزائر لعام 2025.
وأعربت أكاديمية غونكور عن تضامنها مع كمال داود، ونددت بما وصفته بحملات التشهير المدبرة ضده. كما أكدت رفضها لحظر الرواية ومنع الناشر من المشاركة في الفعاليات الأدبية بالجزائر.
وتضامنت الأكاديمية أيضاً مع الكاتب بوعلام صنصال، الذي أوقف في مطار الجزائر العاصمة واحتجز بتهمة تتعلق بـ”الاعتداء على أمن الدولة”. ونددت بما اعتبرته انتهاكاً لحرية التعبير.
وأثارت هذه القضية تساؤلات حول حرية التعبير والإبداع، خاصة في سياق الرقابة المفروضة على الأعمال الأدبية في الجزائر.
الجزائر: قوى سياسية تطالب بمزيد من الإفراجات بعد العفو الرئاسي