05 ديسمبر 2025

رغم أن المعاملات الرقمية في المغرب تجاوزت 6 مليارات درهم عام 2024، إلا أن حصتها من الناتج المحلي لا تزال دون 1%، ومع دخول شركات دولية كـ”علي بابا”، وبدء تنفيذ خطة تجهيز 55 ألف تاجر بحلول نهاية 2025، توزعت على أكثر من 25 مليون عملية شراء.

وتسجل التجارة الإلكترونية المغربية نموا لافتا جعلها إحدى أسرع الأسواق الرقمية توسعا في المنطقة، ووفق أحدث بيانات صادرة عن منصة “Statista” وشركة “Combind”، بلغ إجمالي المعاملات الرقمية في البلاد نحو 1.6 مليار دولار أميركي خلال عام 2024 ، في قفزة تعكس تسارع وتيرة الرقمنة الاستهلاكية.

ويقدر هذا النمو سنويا بنسبة 30%، تدعمه عدة عوامل، أبرزها انتشار الهواتف الذكية، وتزايد الاعتماد على خدمات التوصيل، وارتفاع نسبة الولوج إلى الإنترنت إلى أكثر من 109% وفق التقديرات المحلية، ما يعكس تعدد الاشتراكات وتطور البنية التحتية الرقمية.

ورغم الزخم الظاهر، لا تزال التجارة الإلكترونية تمثل 0.5% فقط من الناتج الداخلي الخام المغربي، أي عُشر المعدل العالمي تقريبا، ما يبرز اتساع الهوة بين الإمكانات المتاحة والواقع التشغيلي، خصوصا في القطاعات المرتبطة بالمنتجات المادية.

وتبنّت الحكومة المغربية خطة لرفع قيمة السوق إلى 10 مليارات درهم بنهاية 2025، وصولا إلى 20 مليار درهم بحلول عام 2030، بدعم من مبادرات استراتيجية منها رقمنة التجارة الداخلية عبر اتفاقيات وقعت في أبريل 2025 لتوسيع الحلول التكنولوجية الموجهة للمصدرين وتجار الجملة والتجزئة، وإدماج أكثر من 4500 تاجر تقليدي في المنصات الرقمية، وتفعيل 200 نقطة تسليم محلية، وتمويل ودعم 161 شركة ناشئة في مجال “التجزئة الذكية” ضمن برنامج Moroccan Retail Tech Builder.

ومع أن الدفع الرقمي لا يزال في مراحله الأولى إذ يظل الدفع نقدا عند التسليم هو السائد، خاصة في المناطق القروية حيث تقل نسبة الولوج إلى النظام البنكي عن 54%، فإن إطلاق خدمات الدفع الإلكتروني المباشر للتجار اعتبارا من ماي 2025 يعد تحولا نوعيا يتوقع أن يسفر عن تجهيز 55 ألف تاجر و65 ألف نقطة بيع إلكترونيا قبل نهاية العام.

وحذر الخبير الرقمي الرقمي إلياس فلكي من اختلالات هيكلية في السوق، تتجلى في احتكار الأرباح من قبل عدد محدود من المنصات الرقمية الكبرى، على حساب المقاولات الصغرى، ويقترح دعم نماذج هجينة مثل “الطلب عبر الإنترنت والاستلام في المتجر” (Click & Collect) ، إلى جانب توفير أدوات رقمية تشاركية وتثمين المنتجات المحلية.

وعلى الصعيد الرقابي، نفذت وزارة التجارة 200 عملية تفتيش رقمية خلال 2024، حررت بموجبها محاضر مخالفات وأرسلت إنذارات لعدد من المنصات، في محاولة لضبط معايير الشفافية وحماية المستهلك.

ويجري حاليا العمل على مراجعة قانون حماية المستهلك، لمواءمته مع واقع التجارة الرقمية، بما يشمل ضبط الإعلانات المضللة، وتقييد الإعفاءات الجمركية للمنتجات المشتراة إلكترونيا من الخارج.

منتخب مصر يخوض وديتين ضد المغرب والبحرين استعداداً لكأس العرب

اقرأ المزيد