06 ديسمبر 2025

مئات العائلات السودانية التي لجأت إلى مصر هرباً من الحرب، بدأت العودة طوعاً إلى الخرطوم، مستندة إلى استعادة الجيش السوداني السيطرة على أجزاء من العاصمة، رغم استمرار القتال مع قوات الدعم السريع وعدم ظهور بوادر فعلية لإنهاء الصراع.

وفي محطة السكك الحديدية الرئيسية بالقاهرة، اصطفت أسر سودانية بأمتعتها الثقيلة، استعداداً لركوب قطارات مجانية تنقلهم إلى أسوان في جنوب مصر، ومنها إلى الخرطوم عبر الحافلات، وبين المشاعر المتداخلة، ارتدت فتاتان صغيرتان قبعتين كُتب عليهما “شكراً مصر”، في إشارة إلى الامتنان لما قُدم من دعم خلال محنة اللجوء.

وتقول ملاذ عاطف، إحدى العائدات إلى السودان: “مشتاقة لكل ركن في السودان، حجيجة يعني، سعيدة شديد وأنا راجعة”، في تعبير عن الحنين العميق للأرض التي غادرتها قسراً.

ووفقاً لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، فرّ أكثر من أربعة ملايين سوداني إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، من بينهم أكثر من 1.5 مليون لاجئ عبروا إلى مصر.

وتشير المنظمة إلى أن ما يزيد على 190 ألف شخص عادوا من مصر إلى السودان منذ بداية عام 2025، وهو رقم يزيد بخمسة أضعاف عن مجموع العائدين في عام 2024 بأكمله، في دلالة على تصاعد وتيرة العودة رغم هشاشة الوضع الأمني.

ويرى سفير السودان لدى القاهرة، عماد الدين عدوي، أن هذا الحراك يمثل “مرحلة مهمة لإعادة الإعمار والاستقرار”، وأوضح خلال زيارة لمحطة القطار يوم الإثنين أن عمليات العودة تتم بدعم من رجال أعمال سودانيين موّلوا الرحلات الأسبوعية لمساعدة اللاجئين الراغبين في العودة الطوعية إلى بلادهم.

وبينما تبدو الخرطوم في حالة من الهدوء النسبي، لا تزال الاشتباكات متواصلة في مناطق أخرى، خصوصاً في إقليم كردفان وسط البلاد والفاشر في ولاية شمال دارفور غرباً، في وقت تشير فيه الأمم المتحدة إلى أن الحرب تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفع نصف السكان إلى حافة الجوع الحاد.

وعلى الجانب الآخر، اشتكى بعض اللاجئين السودانيين في مصر من صعوبات في العثور على فرص عمل، ومن تعرضهم لأشكال من التمييز، كما قامت السلطات المصرية بترحيل آلاف الأشخاص ممن دخلوا البلاد بطرق غير قانونية، في حين اتجهت مجموعات أخرى إلى ليبيا بحثاً عن ملاذ بديل.

وتوضح بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن غالبية العائدين يتوجهون إلى العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى ولايتي سنار والجزيرة الواقعتين جنوب العاصمة، حيث يسعون إلى إعادة بناء حياتهم وسط أجواء غير مستقرة ولكنها تحمل بارقة أمل في العودة والاستقرار.

مزاد خيري في مصر ينجح في بيع “قدح قهوة” بمبلغ غير مبسوق لدعم غزة

اقرأ المزيد