في مقابلة نادرة، أكد المفكر الروسي ألكسندر دوغين، وجهة نظر روسيا في بناء عالم متعدد الأقطاب ومقاومة ديكتاتورية الغرب الجماعي.
عرّف دوغين في مقابلة مع الصحفية السورية، مرام سوسلي، على قناتها في “يوتيوب”، فكرة العالم المتعدد الأقطاب على أنها فلسفة لا تعتبر الإنسانية ككل واحد، بل تستند إلى الإعتراف بتعدد الحضارات الإنسانية، والتي لا توجد من بينها حضارات العالم الأوروبي الغربي فقط.
ووفقا للمفكر الروسي “تعتبر الحضارة الغربية من قبل معظم العلوم الإنسانية النموذج الوحيد الممكن للتنمية البشرية” مشيرا إلى أن المبادئ الغربية مثل حقوق الإنسان وقيمة الشخصية والتحرر من التقاليد وتحديث المجتمع “مبالغ فيها إلى حد كبير” ويتم إسقاطها على الحضارات الأخرى.
وأضاف دوغين، “الحضارة الغربية يتم التخلي فيها عن جميع العلاقات التقليدية بين الجنسين، ويدمرون الأسرة، ويدخلون الاقتصاد والسياسة والمجتمع المدني في كل مكان، ليفرضوا أن هذه المعايير عالمية، لذا فإننا نتعامل مع حضارة واحدة فقط ، وهذا يخلق عالم أحادي القطب”.
وأوضح المفكر أن “العولمة الحالية تعكس أيديولوجية أحادية القطب، حيث يسعى العالم نحو اتباع خطوات التنمية الصناعية والتكنولوجية والسياسية الغربية”.
مقابل ذلك، قدم دوغين رؤية بديلة تعتمد على مفهوم “تعدد الأقطاب”، حيث يُعترف بالاختلافات بين الحضارات ويعتبر كل منها “عالما ذا سيادة مستقلة”، مشيرا إلى أن التعددية القطبية “تشمل الاحترام المتبادل والتعاون بين الحضارات دون فرض أفكار خارجية”.
ولفت إلى أن التعددية القطبية تعكس مظهرا من مظاهر الجهات الفاعلة الجديدة في العلاقات الدولية، حيث لا تقتصر الساحة على الدول الوطنية كما كانت في السابق.
وعن دور روسيا في بناء عالم جديد متعدد الأقطاب، وضح دوغين أن روسيا تتبنى نهجا مختلفا تماما عن الدول الغربية، حيث تسعى إلى التعاون مع دول غير غربية، في إشارة إلى دول الشرق والجنوب، بما يشمل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يوفر عالم متعدد الأقطاب ، وفقا للفليسوف الروسي، رؤية بديلة لتنمية البشرية ومستقبلها. التعددية القطبية، كما يلاحظ دوغين، لا تعترف فقط بالاختلافات بين الحضارات مثل الصينية والهندية والروسية والأوراسية والإسلامية والإفريقية، ولكنها تفترض أيضا أن هذه الحضارات لها أهدافها ومبادئها الخاصة، وتعتبرها “عوالم مستقلة تماما وذات سيادة، كونيات ذات سيادة”.
وشدد على أن روسيا بحاجة إلى الاتحاد والاندماج والقيادة، وليس اتباع سياسة الفرقة التي تتبعها الدول الغربية.
ووضح دوغين أن زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تعتبر مثالا واقعيا يظهر كيف يعمل مفهوم التعددية القطبية الذي يساهم في خلق توازن بين مراكز القوى.
وفي هذا الصدد قال ألكسندر دوغين إن روسيا تلتزم بنهج مختلف اختلافا جوهريا بالتعاون مع دول أخرى غير الدول الغربية، مشيرا إلى أنه يتوجب عليها الاتحاد والاندماج والقيادة، وليس اتباع سياسة فرق تسد، كما تفعل الدول الغربية.
جهود بنغالية لمعالجة الهجرة غير الشرعية وتعزيز فرص العمل