31 أكتوبر 2024

توفي العقيد الطاهر زبيري، آخر قائد للولاية التاريخية الأولى وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، عن عمر 95 عاماً بعد معاناة مع مرض عضال، تاركاً خلفه إرثاً نضالياً وتاريخياً حافلاً يُخلد تضحياته من أجل الجزائر.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية وعدة صحف محلية أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قدم تعازيه الخالصة لعائلة الفقيد كما أعرب وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، عن تعازيه، مشيداً بالفقيد كرمز من رموز الوطنية وقامة من قامات الثورة التحريرية المباركة.

وعبّر ربيقة، الذي زار منزل الراحل لتقديم واجب العزاء، عن تقديره لخصال الفقيد الذي كان يتميز بالعزة والشموخ والمناقب الثورية الراقية، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على ذاكرته وخلود نضاله وكفاحه لدى الأجيال المقبلة.

من جهته، تقدم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بأصدق التعازي لعائلة زبيري، مشيراً إلى أن الفقيد قدم دروساً في التضحية والوفاء للوطن، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني.

وبدأت مسيرة زبيري الوطنية مبكراً، حيث انخرط في صفوف الحركة الوطنية وأصبح من أوائل مفجري الثورة.

ووُلِد في عام 1929 في سدراتة بمنطقة السوابع التابعة لبلدية أم العضائم بولاية سوق أهراس، ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة الونزة بولاية تبسة، حيث عمل في منجم قبل أن يتبنى العمل الوطني.

وانخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم المنظمة الخاصة عام 1947، حيث اعتقل وحكم عليه بالإعدام، لكنه تمكن من الفرار من السجن مع القائد التاريخي مصطفى بن بولعيد في عام 1955، وبعد ذلك، تم تعيينه قائداً للفيلق الثالث بالقاعدة الشرقية، ثم قائداً للولاية التاريخية الأولى عام 1960.

وخاض العقيد زبيري العديد من المعارك خلال الثورة، من أبرزها معركة جبل أحمد في يناير 1955، حيث أُسر وأودع في سجن الكدية بقسنطينة، وبعد عودته إلى صفوف جيش التحرير، تولى عدة مسؤوليات في القاعدة الشرقية حتى تعيينه قائدًا للولاية الأولى التاريخية من عام 1960 إلى 1962.

وبعد الاستقلال، شغل عدة مناصب رفيعة، منها قائد الناحية العسكرية الخامسة (1962-1963) وقائد الأكاديمية العسكرية بشرشال (1963) وقائد أركان الجيش (1964-1967)، كما كان عضواً في المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، وعضواً في مجلس الثورة (1965) ومجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي (2004).

وتكريماً لمسيرته النضالية، حصل الفقيد على وسام الاستحقاق الوطني برتبة أثير في أكتوبر 2018.

وترك زبيري إرثاً كبيراً من خلال كتاباته، حيث وثق تاريخ الثورة التحريرية في مذكراته التي حملت عنوان “مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين 1929-1962″، حيث جمع بين سيرته الذاتية والوقائع التاريخية، ليظل اسمه محفوراً في ذاكرة الوطن.

الجزائر تستعد لاحتضان بطولة إفريقية كروية

اقرأ المزيد