رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أكد أن بلاده لن تبقى دولة حبيسة، مشدداً على أن الوصول إلى البحر الأحمر مسألة وجودية لا يمكن التراجع عنها، في ظل تصاعد التوتر مع إريتريا.
وقال أبي أحمد في تصريحات الثلاثاء إن أديس أبابا لا تسعى إلى الحرب لكنها قادرة على الحسم إذا فُرضت عليها، محذراً أسمرة من الانجرار إلى مواجهة عسكرية.
وأضاف أن حكومته مستعدة لفتح صفحة جديدة مع إريتريا، مؤكداً أن السلام هو الخيار المفضل لإثيوبيا، لكن حقها في الوصول إلى الموانئ غير قابل للتفاوض.
وفي السياق ذاته، أعلن أبي أحمد أنه طلب وساطة دولية، لا سيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لإيجاد حل سلمي يضمن لبلاده منفذاً على البحر، مشيراً إلى أنه أجرى محادثات مع ممثلين عن واشنطن وموسكو وبكين والاتحادين الإفريقي والأوروبي لتحقيق تسوية دائمة.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، رداً على أسئلة نواب البرلمان، إن بلاده لا تنوي خوض حرب مع إريتريا، معرباً عن قناعته بإمكانية حل الخلافات عبر الحوار، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن المطالبة بمنفذ بحري “لا رجعة عنها”.
ويأتي موقف أبي أحمد في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترات متزايدة تُثير مخاوف من اندلاع صراع جديد في القرن الإفريقي، إذ تتهم إثيوبيا جارتها الشمالية بتمويل جماعات مسلحة تقاتل القوات الفيدرالية في إقليم أمهرة ومحاولة زعزعة الاستقرار، بينما تنفي أسمرة تلك الاتهامات وتصفها بأنها “ادعاءات كاذبة”.
وتُعد إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 130 مليون نسمة ، ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، لكنها فقدت منفذها البحري منذ استقلال إريتريا عام 1993، لتتحول إلى دولة حبيسة تعتمد على موانئ جيبوتي في تجارتها الخارجية.
وخاض البلدان حرباً دامية بين عامي 1998 و 2000 بسبب نزاع حدودي أودى بحياة عشرات الآلاف، قبل أن تشهد العلاقات انفراجة مؤقتة عام 2018 حين وقّع أبي أحمد اتفاق سلام مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، نال على إثره جائزة نوبل للسلام.
غير أن العلاقات بين الجانبين تدهورت مجدداً منذ عام 2022 عقب انتهاء حرب تيغراي، التي خلّفت أكثر من 600 ألف قتيل ، وشارك فيها الجيش الإريتري إلى جانب القوات الإثيوبية، ما عمّق الشكوك وأعاد أجواء التوتر القديمة بين البلدين.
ويخشى مراقبون أن تتحول قضية الموانئ إلى شرارة صراع جديد في منطقة القرن الإفريقي المضطربة، ما لم تنجح المساعي الدبلوماسية في احتواء الأزمة عبر حلول تفاوضية تحفظ الأمن الإقليمي وتمنع اندلاع مواجهة مباشرة بين أديس أبابا وأسمرة.
إثيوبيا تعين سفيراً في “أرض الصومال” وتعمّق الخلافات مع مصر والصومال
