اعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في مصراتة، فتحي الأمين التركي، أن القرارات الأخيرة الصادرة عن مصرف ليبيا المركزي تسببت في اضطراب واسع داخل السوق المحلية، مؤكدا أن إيقاف الاستيراد إلا عبر الاعتمادات المصرفية أصاب قطاع التجارة بالشلل وأضر بصغار التجار.
وأوضح التركي، أن القرار رقم (42) لم يراع واقع السوق الليبية، إذ يعتمد معظم التجار الصغار على التحويلات المباشرة الصغيرة لتمويل عملياتهم، مشيرا إلى أن الغرفة نظمت وقفتين احتجاجيتين أمام مكتب النائب العام والمصرف المركزي لعرض هذه المخاوف.
وقال إن اللقاء الذي جمع وفد الغرفة بمحافظ المصرف المركزي أسفر عن تفاهمات أولية شملت السماح بالتحويلات المباشرة حتى 100 ألف دولار، وفتح معاملات برسم التحصيل، إضافة إلى تخصيص قناة خاصة لصغار التجار بحد أقصى 500 ألف دولار.
وأعرب عن أمله في أن يسهم تنفيذ هذه الإجراءات سريعا في تهدئة السوق وتحسين سعر صرف الدينار أمام الدولار.
وأضاف التركي أن الغرفة طالبت بإعادة تفعيل منظومة التتبع المالي والجمركي التي أوقفت سابقًا، موضحًا أنها أداة حيوية لمكافحة الفساد وتهريب الأموال، وينبغي أن تعمل تحت إشراف المصرف المركزي لضمان الشفافية.
وانتقد التركي طول فترة التحويلات المصرفية التي تتجاوز أحيانا 40 يومًا، معتبرا أن البيروقراطية والقرارات غير المدروسة من أبرز معوقات النشاط التجاري في ظل الانقسام السياسي، ما يجعل السوق عاجزة عن الاستقرار أو التنبؤ بمستقبلها.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الخارجية، أكد رئيس غرفة مصراتة أن روسيا شريك اقتصادي مرحب به، مشيدا بقدراتها الصناعية والتقنية، لكنه أشار إلى أن غياب التمثيل التجاري الروسي الفاعل في ليبيا يحد من فرص التعاون، ودعا إلى فتح قنوات اتصال مباشرة بين رجال الأعمال من البلدين لإطلاق مشاريع استثمارية مشتركة.
وختم التركي حديثه بالتأكيد على أن الإصلاح الاقتصادي في ليبيا يتطلب قرارات واقعية تراعي قدرات السوق، وأن غرفة مصراتة ستواصل الدفاع عن مصالح التجار والموردين، مع العمل على تعزيز دورها الاجتماعي عبر برامج ريادة الأعمال ودعم المستشفيات والمؤتمرات العلمية، في إطار رؤيتها التي توازن بين الاقتصاد والمسؤولية المجتمعية.
ليبيا.. شركة “الواحة” للنفط تسجل أعلى إنتاج يومي منذ 2010
