15 يناير 2025

التوترات بين بوركينا فاسو وفرنسا تتواصل، حيث اتهم رئيس المجلس العسكري في بوركينا فاسو، الكابتن إبراهيم تراوري، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”إهانة كل الأفارقة”.

وجاء ذلك في رد على تصريحات ماكرون حول “جحود” قادة بعض دول القارة الإفريقية تجاه التدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل.

وقال ماكرون، في خطابه الذي ألقاه الأسبوع الماضي: “أعتقد أنّهم نسوا أن يشكرونا، لا يهمّ، سوف يحصل ذلك مع مرور الوقت، الجحود، كما أعلم جيّداً، هو مرض لا ينتقل إلى الإنسان”.

وجاء رد تراوري يوم الاثنين، قائلاً: “ماكرون أهان كلّ الأفارقة، (…) هكذا يرى هذا الرجل إفريقيا، هكذا يرى الأفارقة، نحن لسنا بشراً بنظره”.

وشهدت العلاقات بين بوركينا فاسو وفرنسا تدهوراً منذ وصول تراوري إلى السلطة في انقلاب عسكري في سبتمبر 2022، وفي العام 2023، انسحبت القوات الفرنسية من بوركينا فاسو، إلى جانب مالي والنيجر، بعدما طلبت هذه الدول إنهاء وجودها العسكري.

وتأتي هذه التطورات في ظل إعادة فرنسا تنظيم وجودها العسكري في إفريقيا، والذي شهد طلب دول مثل تشاد والسنغال سحب القوات الفرنسية من أراضيها.

وأعلنت تشاد إلغاء اتفاقية التعاون العسكري مع فرنسا، وطلبت مغادرة القوات الفرنسية بحلول يناير الجاري، وأما السنغال، فقد طالبت بإغلاق القواعد العسكرية الفرنسية وفق جدول زمني لم يُحدد بعد.

وفي خطابه الأخير، أكد تراوري على ضرورة اتخاذ خطوات جذرية لإنهاء النفوذ الفرنسي، قائلاً: “إذا كنّا نريد قطع العلاقات مع هذه القوى الإمبريالية، فالأمر بسيط، علينا أن نلغي الاتفاقيات، إذا لم نلغ الاتفاقيات وطلبنا منهم فقط أن يغادروا القواعد (العسكرية)، فنحن لم نفعل شيئاً”.

ومع تصاعد المطالب الشعبية والسياسية بإنهاء النفوذ الفرنسي في القارة، تتجه فرنسا أيضاً نحو سحب قواتها تدريجياً من دول مثل ساحل العاج والغابون، حيث لا تزال العلاقات مع باريس أقل توتراً مقارنة بدول أخرى في المنطقة.

وجاءت هذه التطورات في سياق تصاعد المشاعر المعادية لفرنسا في منطقة الساحل وأجزاء أخرى من إفريقيا، حيث ترى العديد من الدول أن الوجود الفرنسي لم يحقق نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب، بل ساهم في تفاقم التوترات الإقليمية.

وتسلط هذه التصريحات والتوترات الضوء على التغير الجذري في العلاقة بين فرنسا ودول إفريقيا، ما يعكس تحولات واسعة في المشهد الجيوسياسي للمنطقة.

فرنسا.. قانون يسمح بإعادة جماجم المقاومين الجزائريين إلى بلادهم

اقرأ المزيد