05 ديسمبر 2025

وصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى القاهرة لمناقشة الأوضاع في غزة، حيث يلتقي مع مسؤولين مصريين لبحث المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار وتنسيق الجهود الأمنية، وسط استمرار تدفق الإغاثة.

وصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة تستهدف مناقشة ملفات سياسية وأمنية مرتبطة بقطاع غزة.

ومن المقرر أن يعقد مصطفى سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين في مدينة العلمين، قبل أن يتوجه فجر الاثنين إلى مدينة العريش الحدودية لمتابعة عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وأفاد المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء الفلسطينية بأن مصطفى سيجتمع مع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، لبحث الأوضاع الإنسانية والطبية الكارثية في غزة، بالإضافة إلى الجهود المصرية الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر.

كما سيُعقد مؤتمر صحفي مشترك بين مصطفى وعبد العاطي يوم الاثنين عند معبر رفح البري، عقب تفقدهما المستودعات المخصصة للمساعدات والمستشفى الميداني المقام في المنطقة.

وتشمل المباحثات بين الجانبين التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة فور تحقيق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى التنسيق بشأن الخطط المشتركة لضمان استجابة سريعة في مجالي الإغاثة والتعافي الاقتصادي، بما يحول دون أي محاولات لتهجير سكان القطاع.

كما سيتطرق الطرفان إلى عمل “لجنة الإسناد المجتمعي لليوم التالي للحرب”، وبرنامج تدريب قوى الأمن الفلسطينية في مصر، الذي كشف عنه وزير الخارجية المصري مؤخراً.

وفي هذا الصدد، عرض وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، خلال لقاء تلفزيوني مساء الأربعاء الماضي، ملامح الرؤية المصرية للمرحلة التالية للحرب على غزة، والتي تركز على ترتيبات أمنية وإدارية تهدف إلى فرض النظام وسد الفراغ الأمني في القطاع.

وأوضح عبد العاطي أن الخطة تقوم على نشر قوات الشرطة الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإعادة تدريبها في معسكرات مصرية وبالتعاون مع الأردن، حيث سيتم تدريب نحو 5 آلاف شرطي قائمين على رأس عملهم، بالإضافة إلى 5 آلاف آخرين سيتم اختيارهم بعناية.

وأضاف عبد العاطي أن محور الحوكمة يشكل جزءاً أساسياً من الخطة، مشيراً إلى الاتفاق على تشكيل لجنة إدارية مكونة من 15 شخصية تكنوقراطية من داخل غزة، غير منتمية لأي فصيل، لإدارة القطاع لمدة ستة أشهر.

وخلال هذه الفترة، ستتولى اللجنة تنفيذ مشاريع التعافي المبكر وتنسيق جهود إعادة الإعمار مع المؤسسات الدولية، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة والضفة الغربية بشكل كامل.

كما أشار إلى أن مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة والتعافي المبكر سيعقد فور التوصل إلى وقف إطلاق النار، وسيخصص اليوم الأول منه لمناقشة الترتيبات الأمنية والإدارية، بالتزامن مع فعاليات سياسية ووزارية رفيعة المستوى.

وستركز المرحلة الأولى من خطة التعافي على إعادة الخدمات الأساسية، وتوفير مساكن مؤقتة، وتحسين البنية التحتية في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي.

وكانت هذه الرؤية المصرية محل نقاش خلال المفاوضات الأخيرة بين القاهرة ووفد حركة حماس برئاسة خليل الحية، حيث طلبت مصر من الحركة إبداء مرونة أكبر تجاه المقترحات المتعلقة بإدارة القطاع في المرحلة المقبلة.

إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الخطة ما تزال تواجه رفضاً إسرائيلياً، مما يعيق تنفيذها رغم ما تتمتع به من وجاهة سياسية.

وفي سياق متصل، تواصل مصر تعزيز جهودها الإغاثية تجاه قطاع غزة، حيث أعلنت وسائل إعلام رسمية عن انطلاق القافلة الإنسانية السادسة عشرة من مبادرة “زاد العزة” عبر معبر كرم أبو سالم، محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية.

وبحسب قناة “القاهرة الإخبارية”، تضمنت القافلة سلالاً متنوعة من حليب الأطفال والدقيق والزيت والسكر والجبن، بالإضافة إلى أدوية ومعدات طبية أساسية.

كما خصصت محافظة شمال سيناء مراكز لوجستية ومستشفيات لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، في إطار الاستعدادات المستمرة لدعم القطاع الذي يعاني من أوضاع معيشية وصحية بالغة الصعوبة.

مصر.. تصفية شركة “ميتالكو” للإنشاءات المعدنية بسبب الديون الضخمة

اقرأ المزيد