رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، يؤكد أنه لا توجد نية لبلاده لخوض حرب مع إريتريا للحصول على منفذ بحري، مشدداً على أن إثيوبيا تسعى إلى حلول سلمية وتعزيز التعاون الإقليمي بدلاً من الدخول في نزاعات مسلحة.
وجاءت تصريحاته في ظل تصاعد الجدل حول طموحات أديس أبابا في الوصول إلى البحر الأحمر، والتكهنات بشأن إمكانية فرض ضغوط على إريتريا لتحقيق ذلك.
وأوضح أحمد في حديثه لوسائل الإعلام أن إثيوبيا ملتزمة بالسلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين قد يكون الحل الأمثل لتحقيق مصالح الشعبين.
وتأتي تصريحات آبي أحمد في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متزايداً، حيث رُصدت تحركات عسكرية على الحدود بين البلدين، وأفادت تقارير بأن إريتريا أمرت بتعبئة عسكرية وطنية، بينما قامت إثيوبيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية.
وأثارت هذه التطورات المخاوف من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين البلدين، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض اتفاق السلام الذي تم توقيعه بينهما عام 2018، والذي منح أحمد جائزة نوبل للسلام.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن العلاقات بين أديس أبابا وأسمرة شهدت تراجعاً كبيراً منذ انتهاء الحرب بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي في 2022، حيث استُبعدت إريتريا من مفاوضات السلام، مما أثار استياءها.
وأشارت بعض التقارير إلى أن إثيوبيا، باعتبارها دولة غير ساحلية منذ استقلال إريتريا في 1993، تبحث عن خيارات بديلة للوصول إلى موانئ البحر الأحمر لتعزيز تجارتها، خصوصاً في ظل الاعتماد المتزايد على الموانئ الجيبوتية.
وقد أثار إعلان آبي أحمد قبل أشهر عن أهمية إيجاد “حلول دائمة” لقضية الوصول إلى البحر قلق دول المنطقة، وسط تساؤلات حول إمكانية استخدام إثيوبيا لوسائل الضغط السياسي أو العسكري لتحقيق ذلك.
ويرى مراقبون أن أي نزاع جديد بين إثيوبيا وإريتريا سيكون له تداعيات خطيرة على استقرار القرن الإفريقي، الذي يعاني أصلاً من أزمات مثل الحرب في السودان والتوترات الداخلية في كل من إثيوبيا وإريتريا.
كما أن اندلاع مواجهة بين اثنين من أكبر الجيوش في إفريقيا قد يؤدي إلى انهيار الاتفاقات السلمية القائمة ويفتح الباب أمام كارثة إنسانية جديدة في المنطقة.
وتبقى التساؤلات قائمة حول مدى التزام الطرفين بالتهدئة في ظل وجود تحركات عسكرية على الأرض، إذ يرى البعض أن التهديدات الصامتة لا تزال قائمة، رغم التصريحات الرسمية الداعية إلى السلام.