قبل أكثر من عشر سنوات من الآن كانت القاهرة على موعد مع نظام حكم جديد، تصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي ظهرت شخصيته القيادية منذ أيامه الأولى وتصريحاته أن هذا البلد لن يبنى إلا بسواعد أبنائها.
وكانت هذه المرحلة حرجة في عمر الوطن، لما سبقها من أحداث مريرة تجرعناها جميعا في ثورات ووقفات واحتجاجات.
وبدأت عجلة التنمية تدور مرة في الشوارع من خلال الرصف وأخرى في بناء مدن جديدة جميعها يستهدف إحلال وتجديد البنية التحتية لشكل مصر حتى استطعنا أن ندخل الجمهورية الجديدة المحدثة بفضل الرؤية التي سلكها الرئيس منذ بدء حكمه.
ولكن سرعان ما عكر بعض المنتفعون صفو المياه الجارية في شوارع مصر، حيث تعرضت القاهرة إلى سيل من الشائعات ضربت كل قطاعاتها، واعتراضات لوقف عجلة التنمية.
وفي محاولات تستهدف أمن مصر وضعفها وتلميحات بالإنفاق غير الرشيد، وضرورة أن تتبنى الحكومة سياسة الأولويات وأن توقف رصف الطرق والكباري بحجة أن الأكل والشرب وتوفير الطعام أهم بكثير من بنية تحتية.
وأطل علينا البعض برأسه يقذف كلاما ويتبنى خططا وينقل أفكارا عدوانية وعدائية عن مصر حتى وصل الكلام إلى قاع المجتمع لينتشر بين المواطنين على المقاهي وفي الشوارع وحقول العمل.
ولم يلتفت الرئيس السيسي لما يشاع وما يقال حينها وواصل العمل في صمت بين تنمية ظاهرة يراها الجميع في صورة مشروعات وأعمال تنموية مختلفة بينما سارع في إعادة بناء القوات المسلحة، وتسليح الجيش
وفي وقت هاج الجميع مطالبينه بوقف تسليح الجيش، حتى وصلت الأسئلة وترددت بين نفس المواطنين على ذات المقاهي السابقة، لماذا نسلح الجيش، لماذا نصرف تلك الأموال على الأسلحة؟.
ولم يفسر أحد لنا دوافع الرئيس إلى ذلك، ولم تصل عقولنا أننا وبعد 10 سنوات سنحتكم إلى القوة والسلاح لتظهر لنا رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التي لم يراها ويستوعبها المصريون قبل عشر سنوات من الآن.
الآن يجلس نفس المواطنون على ذات المقاهي ويتحاورون فيما بينهم، أن الرئيس كانت لديه الرؤية الصائبة السابقة لعصره وكان يعلم علم اليقين بأن هناك أحداثا ستتصارع يوما ما، وهم أنفسهم يقولون: لماذا لا يحارب الرئيس؟ لماذا لا تتحرك مصر عسكريا؟ لنجد تغييرا في الأفكار والمعتقدات، فما كنا نجهله قديما نتباهى به الآن ونطالب بالتواجد في ساحات الحروب وهو ما لم تفصح عنه الدولة حتى الآن، لأنها دولة رشيدة قوية تعلم أين ومتى تتحدث.
وتسليح الجيش، وحرص الرئيس على تحديثه وضع مصر أعلى قمة الهرم، لا أحد يملك خيارا عسكريا إلا مصر، لا أحد يملك القوة الحقيقية في الشرق الأوسط إلا الجيش المصري بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، استطاعت رؤية الرئيس أن تعبر بنا من أزمات متتالية جميعها كاد أن يعصف الدول الضعيفة.
ولولا رؤية الرئيس السيسي قبل عشر سنوات من الآن لم يكن لدينا القدرة على التواجد في زمن تغيرت فيه معطيات العالم لتصبح القوة عنوانه والفتونة دليله ومنهجه بل والتباهي غايته.
ومصر دائما حاضرة، حاضرة بأفكارها وبرؤيتها وأيضا بقوتها، نتعامل بالندية مع الجميع قالها الرئيس: “لن نفرط في بلدنا وسنستخدم من القوة مانراه مناسبا لحماية أمننا ومقدراتنا”، لا نشكك فيما يقوله الرئيس لأننا أيقنا أن رؤيته دائمة ثاقبة فمن خطط وفكر قبل 10 سنوات أنصفته الأحداث في أول مأزق.
والآن يتباهى المصريون بما اعتبروه قديما تعديا على أكلهم وشربهم بعد أن تحققت الرؤيا وتجاوزت أن تكون حلما بل أًصبحت كابوسا يؤرق العدو، بفضل التسليح والرؤية والمخطط الذي تبنته مصر خلال 10 سنوات فائتة.
لا أتحدث في مقالي هذا عن عظمة الجيش المصري فهو عظيم بأبنائه وقادته، ولا عن قوته وقدرته وإرادته وصلابته، وإيمانه وعقيدته، لكني أصف دهاء القيادة، أتحدث عن رؤية قائد مصري صائب الفكر طبعت الخبرات العملية على أداءه حتى أن أصبح يتحسس الأزمة قبل أن تحدث بعشر سنوات.
من منا كان يعتقد أن هناك تدخلا عسكريا محتمل الحدوث مستقبلا، إن تل أبيب التي تعد العدو الأول لنا لم تكن على علم أو معرفة بأننا يوما ما سنهدد بالسلاح وقوة الجيش، لكن رأس الهرم المصري رئيس الدولة الرئيس السيسي قرأ المشهد مبكرا واليوم جاء ليفسد كل المخططات حتى في ثوب النظام العالمي الجديد الذي لا يعترف إلا بالقوة.
لا نملك إلا الاصطفاف والدعاء وتلبية النداء، وتجديد الوعد والعهد ونطلق كامل التفويض والثقة في قواتنا المسلحة وجيشنا ورؤية رئيس دولتنا، فمن يستطيع التنبؤ بما سيحدث بعد 10 سنوات نفوضه لأنه الأحق والأمهر بل والأعلم بما يحاك داخل الغرف المغلقة.
رؤية الرئيس كشفت مخططات التهجير وعرقلت أكبر انتصار لتل أبيب على العرب في العصر الحديث، حتى أعادت مخططاتها من جديد وما دامت لدينا رؤية مصرية خالصة فلن تفلح المخططات ولا التهديدات أمام رئيس واعِ وقارئ للأحداث، وشعب مصطف يدعم قيادته.
بقلم: أحمد أبو المحاسن