اجتمع وزراء العدل في تحالف دول الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر) في نيامي لمناقشة الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية لإنشاء “محكمة الساحل لحقوق الإنسان”، وتسعى الدول الثلاث لتوحيد قوانينها الجنائية والتنديد بالمعاهدة، مع التركيز على إنشاء مؤسسة قضائية بديلة لمعالجة الجرائم الدولية والإرهاب.
اجتمع وزراء العدل في تحالف دول الساحل (مالي، بوركينا فاسو، والنيجر) هذا الأسبوع في نيامي، حيث أعلنوا عن خطتهم للانسحاب المنسق من المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على إنشاء محكمة إقليمية بديلة تُعنى بالجرائم الدولية تحت مسمى “محكمة الساحل لحقوق الإنسان”.
جاء الإعلان خلال قمة استثنائية عُقدت في العاصمة النيجرية، حيث انتقد المسؤولون المحكمة الجنائية الدولية ووصفوها بأنها “أداة قمعية تستهدف الدول الإفريقية وقادتها”، وفقاً للواء محمد تومبا، رئيس وزراء النيجر المؤقت.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن النصوص القانونية للانسحاب جاهزة، ومن المتوقع الإعلان الرسمي خلال الأيام المقبلة.
كما أشارت التقارير إلى أن المشروع الجديد يهدف إلى معالجة قضايا الجرائم الدولية والإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة، بالإضافة إلى بناء سجن شديد الحراسة لاستيعاب المدانين.
من جهتها، ردت المحكمة الجنائية الدولية على هذه الخطوة عبر متحدثتها مارغو تيديسكو، مؤكدة أن المحكمة “لا تحل محل القضاء الوطني”، وأن معظم قضاياها في إفريقيا جاءت بناء على إحالات من الدول الإفريقية نفسها.
يذكر أن الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية لا يلغي ولايتها القضائية على القضايا المفتوحة سابقاً، حيث لا تزال تحتفظ بحق النظر في الجرائم المرتكبة قبل تاريخ الانسحاب.
هذه الخطوة تُعدّ الأحدث في سلسلة التحركات التي تقوم بها دول الساحل للتحرر من النفوذ الدولي وتعزيز التعاون الإقليمي، في ظل اتهامات محلية ودولية بأن القادة العسكريين في هذه الدول يسعون إلى تجنب الملاحقة القضائية على انتهاكات حقوق الإنسان.
الاستخبارات الفرنسية تواجه اتهامات وتحديات متزايدة في منطقة الساحل الإفريقي
