05 ديسمبر 2025

العفو الرئاسي عن الناشط علاء عبد الفتاح، أحد رموز ثورة 25 يناير، أثار تفاعلات واسعة في الأوساط الحقوقية والسياسية بمصر، مع مطالبات بتوسيع الإفراج ليشمل جميع المعتقلين السياسيين، خاصة معتقلي التيار الإسلامي.

وترى هذه الأصوات أن اللحظة الراهنة، بما تحمله من تحديات وضغوط إقليمية متصلة بالحرب في غزة وترتيبات “اليوم التالي”، تفرض ضرورة بناء مصالحة مجتمعية وتوحيد الجبهة الداخلية.

وأعرب الكاتب الصحافي عبد العظيم حماد عن سعادته بالإفراج عن عبد الفتاح وزملائه، موجّهاً التهاني لأسرهم، ومعتبراً الخطوة “أول الغيث” في مسار تحسين المناخ السياسي.

وأكد أن إغلاق ملف السجناء السياسيين كان أبرز دوافع المشاركة في الحوار الوطني، لكنه لم يتحقق بعد، مشدداً على استمرار الأمل والضغط في هذا الاتجاه.

وفيما علّق الكاتب أنور الهواري بأن العفو يُعد خطوة صغيرة في اتجاه لم يتغير جوهرياً، ما يعكس شكوكاً حول جدية التحول.

ورحّبت منظمات دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” بالخطوة، لكنها دعت إلى تبني آلية شفافة ودائمة لإنهاء الحبس بسبب الرأي أو الانتماء السياسي السلمي، مؤكدة أن الإفراجات المتقطعة غالباً ما رافقتها موجات اعتقال جديدة.

وفي هذا السياق، يطالب حقوقيون بمراجعة قضائية شاملة للملفات الجماعية التي تفتقر إلى أدلة كافية، والإفراج عن من لم يثبت بحقهم تهم عنف، إلى جانب الإفراجات الإنسانية للمرضى وكبار السن.

ويعتبر أنصار إدماج التيار الإسلامي ضمن أي مسار إفراجات أن هذه الخطوة وحدها كفيلة بإضفاء المصداقية على “اللحمة الوطنية”، وتفكيك خطاب الاستقطاب، وإعادة دمج شرائح واسعة في المشهد السياسي السلمي، مستشهدين بسوابق تاريخية ساهمت في استيعاب تيارات إسلامية في الحياة العامة.

عملياً، تتوزع المطالبات في ثلاثة مسارات متوازية: مسار حقوقي دولي يضغط لوقف اعتقال المتضامنين مع غزة، مسار سياسي داخلي تقوده أحزاب وشخصيات عامة لتوسيع العفو وإصلاح قوانين الحبس الاحتياطي ووقف “التدوير”، ومسار مصالحة مجتمعية يقترح إدماج الإسلاميين ضمن حلول قانونية وإنسانية لتثبيت الجبهة الداخلية.

وتتزامن هذه الدعوات مع انخراط القاهرة في وساطات معقدة تتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وسط مبادرات إقليمية ودولية لإعادة ترتيب الحكم في غزة.

ويرى حقوقيون أن الإفراجات الواسعة ستمنح مصر مصداقية إضافية في تحركاتها الخارجية، خصوصاً بعد الانتقادات الدولية لاعتقال متضامنين مع غزة العام الماضي.

وبينما يرى البعض أن العفو عن علاء عبد الفتاح يمثل بادرة حسنة قابلة للبناء عليها، يحذّر آخرون من أن تتحول الخطوة إلى حالة استثنائية، ما لم تُترجم إلى سياسة مؤسسية شاملة تنهي ملف السجناء السياسيين في مصر.

الأهلي المصري يدرس نظاماً جديداً لتحديد أجور اللاعبين

اقرأ المزيد