تصاعدت الدعوات في تونس لإعلان حالة “طوارئ مائية” على الرغم من الأمطار الأخيرة التي هطلت في العديد من المدن والولايات.
وأوضح الخبير في التنمية والموارد المائية، حسين الرحيلي، أن نقص المياه في السدود يعود إلى عدم وصول التساقطات الغزيرة إلى مناطق السدود في أقصى الشمال والشمال الغربي، مما أدى إلى تراجع مخزون السدود إلى 475 مليون متر مكعب، وهي أدنى كمية مسجلة منذ 30 إلى 40 عاماً.
وأشار الرحيلي إلى أن المياه المستهلكة يومياً من السدود في 13 ولاية تبلغ حوالي مليون متر مكعب، بينما الإيرادات من مياه الأمطار لا تكاد تذكر، مما ساهم في تراجع مخزون المياه.
ودعا إلى تطوير منظومة جديدة لإدارة الموارد المائية تتماشى مع التغيرات المناخية، والاستعاضة عن السدود التقليدية التي تتسبب بخسارة ما بين 600 و700 ألف متر مكعب يومياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وشدد على ضرورة تبني استراتيجيات جديدة لتخزين مياه الأمطار داخل المدن والمناطق القريبة منها، ودعم الفلاحين الذين تأثروا بنقص التساقطات، خاصة في مناطق الشمال الغربي، التي تعتبر خزاناً طبيعياً للزراعات الكبرى في البلاد.
وبحسب المرصد الوطني للفلاحة، فقد وصلت نسبة امتلاء السدود إلى 20.8% حتى الأربعاء الماضي، حيث تراجعت مخزونات المياه إلى 489 مليون متر مكعب، مقارنة بـ556 مليون متر مكعب قبل عام، وتعد هذه النسبة من أدنى المعدلات مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة، إذ لا تتجاوز الكميات الحالية سوى 21% من القدرة الإجمالية للسدود.
وتظهر البيانات أن معظم السدود، باستثناء سد المصري، تعاني من نقص كبير في مستوى المياه، حيث سجلت سدود الوسط والوطن القبلي معدلات امتلاء منخفضة بلغت 8.8% و5.6% على التوالي.
25 دولة تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب