باحثون روس من مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، يجرون دراسة متعمقة حول طقوس الدفن والنصوص الدينية لدى المصريين القدماء، مستندين إلى قرون من بحوث علماء المصريات.
وخلصت الدراسة إلى أن ديانة المصريين القدماء لم تُبن فقط على الخوف من الموت، بل كانت مدفوعة أيضاً برغبة عميقة في تحقيق النظام والاستقرار في الحياة وما بعدها.
وأوضحت الباحثة يكاترينا ألكسندروفا، مديرة برنامج علم المصريات، أن الطقوس المصرية كانت تهدف إلى استعادة “ماعت”، إلهة الحق والعدل والنظام الكوني، في مواجهة قوى الفوضى المعروفة بـ”إسيفت”.
وأضافت أن الفراعنة، الذين اعتبروا حكاماً إلهيين، كانوا مسؤولين عن الحفاظ على هذا التوازن في الأرض والعالم الآخر.
واستندت الدراسة إلى تحليل “كتاب الموتى” المصري القديم و”نصوص الأهرام”، بالإضافة إلى تعليقات علماء المصريات منذ فك رموز الكتابة الهيروغليفية على يد الفرنسي فرانسوا شامبليون.
وترى ألكسندروفا أن النصوص الدينية المصرية لم تركز فقط على الخوف من الموت، كما يعتقد العديد من الباحثين، بل عكست رغبة المصريين في المحافظة على النظام الكوني، مؤكدة أن تلك النصوص لم تكن مجرد محاولات للتغلب على الموت، وإنما تعبير عن حاجة مجتمعية أعمق للانسجام والاستقرار.
وأشارت الباحثة إلى أن التركيز غير المعتاد على الموت في النصوص الدينية المصرية، مقارنة بالحضارة الغربية المعاصرة، يعكس رؤية المصريين القدماء التي تربط بين النظام الكوني والاستقرار في العالمين المادي والروحي.
وأضافت: “الدافع الرئيسي للدين المصري لم يكن فقط الخوف من الموت، بل السعي للحفاظ على التوازن والنظام في الكون”.
وتلقي هذه الدراسة الضوء على جوانب جديدة من ديانة المصريين القدماء، موضحة أن مفاهيم الحق والعدل كانت جزءاً لا يتجزأ من تفكيرهم الديني.
مأساة في مصر.. وفاة 7 أشخاص جراء انهيار عقار قديم