كشفت دراسة علمية حديثة عن أسباب جديدة وراء الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مدينة درنة الليبية والمناطق المجاورة لها خلال كارثة العاصفة “دانيال”.
وأشارت الدراسة، التي نشرتها مجلة “نيتشر” البريطانية، إلى أن الظاهرة الفريدة لـ”الفيضان الطيني”، الناتجة عن تآكل الساحل والمياه المحملة بالأتربة، كانت عاملاً رئيسياً في تضاعف حجم الأضرار التي لحقت بالمنطقة.
وأوضحت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة في جنوب أوروبا وسخونة مياه البحر المتوسط أدت إلى زيادة حدة العاصفة “دانيال”، مما ساهم في وصولها إلى السواحل الليبية بدلاً من أن تنتهي في البحر كما هو الحال مع العواصف المتوسطية الأخرى.
وقد بلغت سرعة الرياح خلال العاصفة 120 كيلومتراً في الساعة، وتسببت في دمار واسع النطاق في مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر، مما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد آلاف آخرين.
وأكد الباحثان جوناثان سي إل نورماند وعصام حجي، اللذان شاركا في إعداد الدراسة، على أهمية إعادة تصميم المدن الساحلية في البحر المتوسط لتكون أكثر مقاومة للظواهر المناخية المتطرفة.
وتوصي الدراسة بإنشاء مساحات خضراء للحد من تآكل التربة وتعزيز الوعي بالمخاطر المناخية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحالية.
ولفتت الدراسة أيضاً إلى أن العاصفة “دانيال” تعد الأكثر فتكاً في إفريقيا منذ عام 1900، كما سلطت الضوء على تأثير الفيضانات على تآكل التربة الخصبة والأضرار التي لحقت بالمشاريع الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي في المنطقة.
ودعت الدراسة إلى تنفيذ استراتيجيات شاملة لإدارة الفيضانات للحد من المخاطر على المحاصيل والسكان المحليين.
استقالة باتيلي تثير الدعوات لإعادة تقييم النهج الدولي تجاه ليبيا