دراسة حديثة تشير إلى تداعيات خطيرة للحرب المستمرة في السودان، حيث فقدت نحو 18% من الأسر مصادر دخلها بشكل كامل، فيما عجزت 70% من الأسر عن إرسال أطفالها إلى المدارس.
وأوضحت الدراسة التي أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، أن 31% من الأسر الحضرية نزحت، وانخفضت فرص العمل بدوام كامل إلى النصف، في حين تراجعت نسبة القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية إلى أقل من 15% من السكان الذين يبلغ عددهم نحو 48 مليون نسمة، ونصفهم يعاني من انعدام الأمن الغذائي.
وتوقعت الدراسة ارتفاع معدل البطالة إلى أكثر من 45% بحلول نهاية 2024، مع خروج أكثر من 60% من مؤسسات الإنتاج عن الخدمة، كما صنفت السودان ضمن الدول الأربع التي تشهد أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، حيث يواجه نصف سكان المناطق الحضرية مستويات من انعدام الأمن الغذائي تتراوح بين المعتدل والشديد.
وقال خالد صديق، رئيس برنامج دعم استراتيجية السودان في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، إن “الصراع المستمر يزيد التحديات الحادة، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي واسع النطاق”، مؤكداً أن نسبة الأسر التي تتمتع بالأمن الغذائي انخفضت بشكل ملحوظ من 54% في 2022 إلى 20% فقط في الوقت الحالي.
وأشار التقرير إلى أن حوالي 76% من السكان لا يتلقون أي مساعدات، ما يدفعهم للاعتماد على الدعم الشخصي من العائلة والأصدقاء، بدلاً من المساعدات الحكومية أو الإنسانية.
وبيّن لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الإغاثة الإنسانية وحدها لا تكفي، داعياً إلى تدخلات طويلة الأمد لتعزيز القدرة على الصمود والتعافي.
وأفادت الدراسة بتدهور الأوضاع الصحية لأكثر من 56% من الأسر، مع خروج 80% من المستشفيات عن الخدمة ونقص الكوادر الطبية والأدوية.
وتقدّر كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أن من بين 61 ألف حالة وفاة بين أبريل 2023 ويونيو 2024، كانت 26 ألفاً بسبب العنف، بينما وقعت 35 ألف حالة نتيجة الجوع وأمراض كان يمكن الوقاية منها.
وأكدت الدكتورة ميسون دهب من كلية لندن أن “نتائجنا تكشف عن التأثير الشديد وغير المرئي للحرب على حياة السودانيين، خاصة فيما يتعلق بالأمراض القابلة للوقاية والمجاعة”.
السودان يواجه كارثة صحية مروعة مع تفشي وباء الكوليرا