في 27 فبراير، دعا ماكرون، خلال خطاب حول السياسة الفرنسية الجديدة في إفريقيا، إلى التحلي بـ”التواضع” في التعامل مع القارة، رافضا “المنافسة” الاستراتيجية التي يفرضها مَن يستقرون هناك مع “جيوشهم ومرتزقتهم”، في إشارة لروسيا. وفي نفس الخطاب، تعهد بـ”خفض ملموس” لعدد الجنود الفرنسيين، مع بناء “علاقة جديدة متوازنة ومتبادلة ومسؤولة مع القارة الإفريقية”. وفي مارس، وخلال زيارته للغابون، أعلن ماكرون أن عصر “فرنسا الإفريقية” انتهى، وأن باريس صارت الآن “محاورا محايدا” في القارة، بخلاف الماضي.

إلا أنه يبدو أن هذا الاعتراف والتحرك جاء متأخرا، فقد باغتت باريس عدة تطورات خرجت من النيجر وبوركينا فاسو ومالي، تضرّ بنفوذها على كل الأصعدة.

في 22 ديسمبر، أنهى الجيش الفرنسي انسحابه من النيجر، وذلك بناء على طلب نيامي من باريس، نتيجة الدعم الفرنسي للرئيس محمد بازوم، الذي عزله الجيش النيجري في انقلاب 26 يوليو الماضي.

في نفس التوقيت، قررت باريس إغلاق سفارتها في النيجر “لفترة غير محددة، لأنها باتت غير قادرة على العمل بشكل طبيعي“، كما جاء في بيان.

 

-13 ديسمبر، أعلنت مالي بالاشتراك مع النيجر إلغاء الاتفاقية الضريبية المبرمة بينهما وبين فرنسا، الموقعة منذ أكثر من 50 عاما.

-26 سبتمبر، أعلن المجلس العسكري في بوركينا فاسو تعليق عمل مجلة “جون أفريك” الفرنسية، بسبب نشرها مقالات تحدّثت عن توتر واستياء داخل القوات المسلحة في البلاد.

-24 سبتمبر، منع النظام العسكري الحاكم في النيجر الطائرات الفرنسية من عبور المجال الجوي للبلاد.

-في يونيو، تم الاستفتاء على الدستور الجديد في دولة مالي، والذي خفَّض مكانة اللغة الفرنسية؛ لتصبح “لغة العمل” بعد أن كانت لغة البلاد الرسمية.

-في 2 مارس، أعلنت بوركينا فاسو وقف العمل بـ”اتفاق المساعدة العسكرية” الموقّع عام 1961 مع فرنسا.

-18 يناير، طالبت السلطات في بوركينا فاسو القوات الفرنسية بمغادرة أراضيها في غضون شهر.

-هذا العام، شهد تكرار مطالب قوى معارضة في تشاد تطالب بخروج القوات الفرنسية من البلاد، وخرجت احتجاجات في الشوارع بهذه المطالب.

ضمن “التغييرات الكبيرة” هذه وصول قادة جدد لعدة دول في وسط وغرب إفريقيا، يحملون رؤية ترفض التبعية لفرنسا، ويطالبون بتغيير العلاقات بما يحقق فائدة أكبر لبلادهم.

إن “هذه التغييرات بحسب الخبراء لم تأت من فراغ، بل لأسباب على رأسها زيادة الوعي بين شعوب القارة، خاصة الشباب الذي يربط بين أزمات بلاده وبين الهيمنة الفرنسية عليها اقتصاديا، ولدعمها حكاما تابعين لها”.

وشجع على مزيد من هذا الوعي، بحسب المحللين السياسيين “ظهور لاعبين جدد على الساحة الدولية (في إشارة لروسيا والصين)، كشركاء محتملون يمكن الاستفادة منهم”.