القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني خوري، تكشف عن خطتها لحل الأزمة، وسط تأييد غربي وجزائري، وتحذير روسي من مخاطر استمرار التدخل في الشؤون الليبية.
أعلنت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أنها بصدد تدشين “عملية سياسية جديدة” في البلاد، عبر تشكيل “لجنة فنية” مكونة من خبراء ليبيين “لوضع خيارات تفضي إلى معالجة القضايا الخلافية في قانوني الانتخابات في أقصر وقت ممكن، بما في ذلك، ما يجري من اقتراحات من ضمانات وتطمينات في إطار زمني”.
وفي كلمة لها أمام مجلس الأمن، اشارت خوري إلى أن “من بين أولويات العملية السياسية تشكيل حكومة موحدة تعمل لصالح جميع الليبيين”، وتابعت “المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية ستبدأ الشهر المقبل وأحث السلطات الليبية على دعمها.”، وأضافت “ستسير العملية وفقا لعدة مبادئ أبرزها الوحدة والاستقرار وتوحيد الإنفاق الحكومي”.
وخلال حديثها، حذرت خوري من أن “جهود المصالحة في ليبيا تتضرر جراء تنافس المصالح ومحاولات السيطرة على الموارد”، واستطردت “وحدة ليبيا باتت مهددة بفعل استمرار الانقسام السياسي بين الأطراف والجهات الفاعلة في البلاد، والذي أضر بجهود المصالحة التي يجرى العمل عليها”.
وقبل ساعات من إحاطتها، أمام مجلس الأمن الدولي، كشفت خوري عن مبادئ “العملية السياسية” التي تنوي انتهاجها في بالبلاد، وأوضحت، في كلمة لليبيين مساء الأحد، أن اختصاصات هذه اللجنة “ستشمل وضع خيارات لإطار واضح للحوكمة، مع تحديد المحطات الرئيسة والأولويات لحكومة يجري تشكيلها بالتوافق”.
وتعهدت خوري، بعد مرور 8 أشهر على توليها منصبها، بعمل البعثة “على تيسير ودعم حوار لتوسيع نطاق التوافق على حل مسببات النزاع القائمة منذ وقت طويل”، لافتة، إلى “استهداف مشاركة واسعة من جميع شرائح المجتمع الليبي، بما في ذلك الأحزاب السياسية والنساء والشباب والمكونات الثقافية والقيادات المجتمعية”.
ورحب الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة, عمار بن جامع، باسم أعضاء مجموعة A3+ (الجزائر و الموزمبيق و سيراليون وغانا) بمقترح خوري، ودعا إلى إلى إنهاء الانقسام السياسي والمؤسساتي في ليبيا برعاية أممية لتمكين إقامة الانتخابات الوطنية في البلاد.
وأضاف بن جامع، أن مجموعة A3+ ترحب بنجاح الانتخابات في 58 بلدية مما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحكم المحلية وتعزيز الاستقرار في البلاد، ودعا الأطراف الليبية إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تعرقل هذه الخطوات الإيجابية وإلغاء التدابير الأحادية التي تزيد التوترات وإعطاء الأولوية للحوار بروح توافقية.
وأكد أن دور الأمم المتحدة يبقى محوريا في تسهيل حوار وطني ليبي شامل كخطوة أساسية لحل القضايا العالقة وتنظيم انتخابات وطنية ناجحة وتوحيد المؤسسات الليبية، على حد تعبيره.
وبينما رحب المندوب البريطاني بخطة خوري، حذر ممثل روسيا في مجلس الأمن، دميتري بوليانسكي من مخاطر التدخل الدولي المستمر في ليبيا.
وتابع ممثل روسيا، التدخل الدولي المبالغ فيه قد يؤدي إلى تداعيات سلبية وينبغي أن نتعلم من عبَر الوساطات الدولية السابقه في إطار الجماهيرية. مضيفا: لا نفهم لماذا لم تحل الدول الغربية الأمور بينها في إشكاليات مختلفة متعلقة بليبيا.
ووجه ممثل روسيا انتقادات حادة لمؤتمر لندن بخصوص ليبيا، قائلا: ومثال على ذلك مؤتمر عقد في ديسمبر في لندن لم يدع إليه مجموعة من الأطراف النافذة، وحتى من الليبيين. مشددا: للأسف المشاركة في هذا المؤتمر من الممثلة بالإنابة لم ترسل الرسالة المناسبة، كما أن هذه المبادرة تسيء إلى سلطة مجلس الأمن وإلى الموثوقية في ذلك.
وطالب بوليانسكي الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش بتقديم مرشح لمجلس الأمن لرئيس البعثة الأممية في ليبيا، بعد أن مرت أشهر على استقالة الممثل الخاص السابق.
ليبيا تنضم لمبادرة “تواصل شباب إفريقيا” لتعزيز التنمية وتمكين الشباب