كشفت مصادر دبلوماسية عن إرجاء اجتماع وزاري رفيع في واشنطن بين مصر والإمارات لمناقشة الأزمة السودانية، بسبب خلاف حول صياغة البيان الختامي، وتركز الخلاف على دور الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تستمر المعارك في الخرطوم مع سقوط آلاف القتلى ونزوح 13 مليون شخص.
أدى خلاف بين مصر والإمارات حول صياغة البيان الختامي إلى إرجاء اجتماع وزاري رفيع المستوى كان مقرراً عقده في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي، بحضور وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، لمناقشة الأزمة السودانية.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الخلاف تركز حول الموقف من دور الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أي تسوية سياسية مستقبلية، حيث قدمت الإمارات تعديلات مفاجئة على مسودة البيان تنص على استبعاد الطرفين المتحاربين من العملية الانتقالية، وهو ما رفضته مصر بشدة.
جاء هذا التطور في وقت تشهد فيه العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى استمراراً للقتال الدامي بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، منذ أبريل 2023.
وقد خلفت الحرب حتى الآن عشرات الآلاف من القتلى والمصابين، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت مراراً من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وتعكس هذه الخلافات عمق الانقسام الإقليمي حول الملف السوداني، حيث تمثل مصر الداعم الرئيسي للمؤسسة العسكرية السودانية، بينما تتهم تقارير دولية متعددة الإمارات بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع، على الرغم من نفي أبوظبي المتكرر لهذه المزاعم.
ويأتي هذا في سياق المصالح الاقتصادية الكبيرة التي تمتلكها الإمارات في السودان، خاصة في قطاعات الذهب والزراعة والعقارات.
وفي تطور متصل، واصل الاتحاد الإفريقي موقفه الرافض للإعلان الأخير لقوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية، حيث أصدر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد بياناً الثلاثاء الماضي دعا فيه المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بهذه الخطوة، محذراً من مخاطرها على وحدة السودان وسلامته الإقليمية.
يذكر أن الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة السودانية شهدت عدة محاولات فاشلة سابقاً، أبرزها مفاوضات جدة التي رعتها الولايات المتحدة والسعودية عام 2023.
ويبدو أن الطريق إلى التسوية السياسية لا يزال طويلاً، في ظل تعقيد المشهد وتشابك المصالح الإقليمية والدولية، بينما يدفع الشعب السوداني الثمن الأكبر من استمرار الصراع الذي حول حياته إلى جحيم يومي.
مقتل أكثر من 55 فناناً سودانياً خلال الحرب السودانية
