الخلافات تتصاعد بين قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان وقيادات الحركة الإسلامية، عقب قراراته بإعفاء ضباط محسوبين عليها، وسط توترات وأنباء عن محاولة انقلابية مرتبطة بذلك.
وبحسب موقع “إرم نيوز”، فإن من بين الضباط الذين طالتهم الإعفاءات اللواء نصر الدين عبد الفتاح، القائد السابق لسلاح المدرعات، الأمر الذي عمّق الهوة بين البرهان وحلفائه التقليديين من الإسلاميين.
ومع مؤشرات على تراجع التحالف بين البرهان وكتائب الحركة الإسلامية، يبرز اسمان عسكريان في قلب المشهد: ميليشيا “البنيان المرصوص” وميليشيا “البراء بن مالك”، اللتان توصفان بأنهما أقوى تشكيلات الإسلاميين وأكثرها تأثيراً، وسط تحذيرات من إمكانية تحولهما إلى قوة ضاغطة على مسار الحرب والسياسة في السودان.
وتعود جذور هذه الميليشيا إلى قوات الدفاع الشعبي التي أنشأها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير عام 1989 لدعم الجيش في حرب الجنوب، قبل حلها رسمياً في 2020.
واليوم تضم عناصر سابقة من جهاز الأمن والمخابرات ومتطوعين مدنيين مدرّبين على استخدام أسلحة متطورة، ما يمنحها خبرة ميدانية تفوق بعض المجموعات الأخرى.
وتقاتل “البنيان المرصوص” بشكل رئيسي في ولايات العاصمة الثلاث – الخرطوم، أم درمان، وبحري – ضد قوات الدعم السريع، ورغم إعلانها أنها تعمل تحت راية الجيش، يصفها مراقبون بأنها الذراع العسكرية للحركة الإسلامية، ما يثير جدلاً واسعاً حول ولاءاتها الحقيقية.
وأما ميليشيا “البراء بن مالك”، التي تحولت إلى لواء في أواخر 2024، فتُعتبر الذراع الأبرز للحركة الإسلامية، إذ تضم آلاف المقاتلين معظمهم من عناصر الدفاع الشعبي وكتائب الظل السابقة، ويقودها المصباح أبو زيد طلحة، الذي برز اسمه بعد اعتقال أنس عمر، القيادي في حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم.
ويقدَّر عدد مقاتلي “البراء” بحوالي 20 ألفاً مع خطط للتوسع إلى 35 ألفاً، فيما تمتلك الميليشيا ترسانة متطورة تشمل طائرات مسيّرة، إضافة إلى نشاط إعلامي دعائي واسع النطاق.
وعلى الرغم من إعلانها في يوليو الماضي تحولها إلى نشاط مدني تحت مسمى “هيئة الإسناد المدني (سند)”، يرى محللون أن الخطوة مجرد غطاء لإعادة التموضع، في ظل استمرار نشاطها العسكري على الأرض.
ومع اتساع نفوذ هاتين الميليشيتين، يبدو السودان مقبلاً على إعادة رسم خريطة الصراع، بما يتجاوز المواجهة الثنائية بين قوات البرهان والدعم السريع، نحو صراع متعدد الأقطاب يضم فصائل ذات أجندات أيديولوجية متشددة.
ويحذر مراقبون من أن دخول “البنيان المرصوص” و”البراء بن مالك” بقوة على خط الحرب قد يفاقم الأزمة، ويطيل أمد الصراع، ويحول السودان إلى ساحة أكثر تعقيداً بارتدادات إقليمية محتملة.
السودان.. 500 يوم من الدمار والآلاف من القتلى وسط تعثر الجهود الدولية
