05 ديسمبر 2025

صندوق النقد الدولي اقترح خطة تدريجية لرفع الدعم عن الوقود في ليبيا، في محاولة لتقليص الهدر المالي الذي كلف خزينة الدولة نحو 17 مليار دولار في عام 2024 وحده، مقارنة بإيرادات نفطية لم تتجاوز 19 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 89% من الإيرادات العامة للبلاد.

وبحسب دراسة أعدها الصندوق، فإن ما يقرب من ثلث الوقود المدعوم يهرب إلى خارج البلاد، ما يعمق من حجم الفاقد الاقتصادي ويغذي سوقا سوداء نشطة في مناطق متعددة.

وترتكز الخطة على رفع تدريجي للدعم على مدى ثلاث سنوات، مع تقديم بديل نقدي للمواطنين يصل إلى 510 دينارات ليبية شهريا بحلول العام الثالث.

وحذر مراقبون اقتصاديين من تطبيق هذه السياسة بمعزل عن إصلاحات شاملة، وأكدوا أن نهج الصندوق، الذي يعتمد وصفات تقشفية موحدة تتضمن خصخصة ورفع الدعم وتحرير الأسعار، قد لا يكون مناسبًا لدولة تعاني من انقسام سياسي وصراع مسلح وهيمنة شبكات فساد واسعة النطاق.

ويشير خبراء إلى أن الخطة، رغم قدرتها النظرية على توفير مليارات الدنانير، تغفل عن الواقع المعيشي الهش، حيث يعتمد قرابة 80% من الليبيين على الرواتب الحكومية كمصدر دخل وحيد، في ظل أزمة سيولة متكررة وعجز الدولة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية، مثل منحة الزوجة والأبناء ومخصصات الطلاب الجامعيين.

كما يتوقع أن تترك الخطة آثارا تضخمية واسعة، حيث سيقفز سعر لتر البنزين من 15 قرشا إلى 3.1 دينار، ما يعني زيادة بأكثر من 2000%.

وتعد هذه القفزة مصدر قلق بالغ نظرا لاعتماد قطاع النقل والمرافق العامة على الوقود، ما سيفاقم من أعباء المواطنين ويؤدي إلى موجة غلاء تطال السلع والخدمات الأساسية.

وفي المقابل، لم تتطرق الدراسة إلى آليات حماية الفئات الفقيرة والهشة، ولم تقدّم ضمانات حقيقية بشأن انتظام صرف البديل النقدي، وهو ما يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول فعالية الخطة في ظل الانقسام المؤسسي وانعدام الرقابة والمساءلة.

وتعزز هذه المخاوف وقائع موثقة، منها ما كشفه مصرف ليبيا المركزي مؤخرا عن فضيحة تزوير عملة محلية بقيمة تتجاوز 6.5 مليار دينار، بتورط جهات نافذة، ما يسلط الضوء على هشاشة منظومة الحوكمة وغياب الحد الأدنى من الشفافية.

التوتر يتصاعد في غرب ليبيا.. اشتباكات مسلحة وتحركات عسكرية

اقرأ المزيد