المراهنات الإلكترونية باتت أحد أخطر التحديات الاجتماعية والاقتصادية في مصر، حيث أوقعت كثيراً من الشباب في دوامة الخسائر المالية، التي أدت في بعض الحالات إلى اختلاس الأموال، الديون الثقيلة، وحتى الانتحار.
وأوضح خبير الأمن السيبراني نادر حسن أن بعض التطبيقات مثل “ون إكس بيت” تعتمد على إعلانات ذكية ومضللة، تستعين فيها بالذكاء الاصطناعي لتصميم مقاطع فيديو تبدو وكأنها صادرة عن مشاهير مثل النجم محمد صلاح وممثلين عالميين.
وأضاف: “عندما يرى شاب في مصر أن مثله الأعلى محمد صلاح يروج لتطبيق مراهنات، من المؤكد أنه سيتوجه إلى متجر غوغل أو أبل لتحميله على الفور، خاصة أن الكلمات التي يوردها الذكاء الاصطناعي على لسان الشخصية دائماً ما تكون مغرية، مثل: لا داعي للعمل ساعات طويلة.. فقط العب واربح”.
وأشار إلى أن التطبيقات تبدأ بإغراء المستخدمين بأرباح صغيرة، ما يدفعهم للعودة مراراً، لكن مع الوقت تتحول الأرباح إلى خسائر فادحة تدفع البعض إلى اختلاس الأموال لتعويض خسائرهم.
وأبرز مثال على ذلك، واقعة اختلاس موظف حراسة في شركة نقل أموال بمدينة منيا القمح 12 مليون جنيه، أنفقها بالكامل على المراهنات الإلكترونية وخسرها.
ومن جانبه، حذر الخبير التقني أحمد عبدالفتاح من أن الظاهرة لا تقتصر على الخسائر المالية فقط، بل تتسبب في أزمات اجتماعية مدمرة، ففي مدينة بني مزار، أقدم شاب على الانتحار شنقاً بعد أن غرق في ديون المقامرة، بينما شهدت منطقة الخليفة بالقاهرة حادثة مأساوية أخرى، حيث طعن شاب جدته للحصول على أموال لتعويض خسائره في إحدى ألعاب المراهنات.
ويؤكد الخبراء أن الترويج المكثف لهذه التطبيقات على وسائل التواصل الاجتماعي يفاقم المشكلة، إذ تنفق الشركات مبالغ ضخمة لجذب المستخدمين، خاصة الشباب، وتدعو إلى الربح السريع دون عناء، مما يجعلها تخلق نوعاً من الإدمان يدمر حياة الأفراد وعلاقاتهم الاجتماعية.
ويرى المراقبون أن الحل يتطلب جهوداً مشتركة من الجهات الحكومية والمجتمع المدني، تشمل حملات توعية واسعة النطاق بمخاطر هذه التطبيقات، إضافة إلى فرض رقابة صارمة على المنصات التي تروج للمراهنات الإلكترونية، لمنعها من استغلال الشباب والأسر.
إفلاس إحدى شركات ساويرس السياحية في أوروبا