16 ديسمبر 2025

في حوار خاص مع “أخبار شمال إفريقيا”، قدم الخبير في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد قراءة معمقة للواقع المعقد في قطاع غزة والمستقبل السياسي للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى تحولات استراتيجية في الموقف الإقليمي والدولي.

وأكد أبو عواد أن مشروع التهجير الجماعي من غزة الذي دفع به الاحتلال الإسرائيلي “قد فشل” عملياً، رغم المحاولات التاريخية المتكررة منذ خمسينيات القرن الماضي.

 

ولفت إلى أن هذا المشروع واجه رفضاً مصرياً حازماً تمثل في عدم فتح المعابر باتجاه واحد والتأكيد المستمر على رفض فكرة التهجير.

لكن الخبير حذر من ظاهرة جديدة أشد خطورة، وهي خلق “بيئة طاردة” تؤدي إلى تهجير جزئي بطيء، حيث قد يدفع الواقع الإنساني الكارثي واستمرار الاحتلال وعدم إعادة الإعمار عشرات الآلاف من الغزيين، وخاصة الشباب، للخروج بحثاً عن لقمة العيش إذا ما فتح معبر رفح.

وأشار إلى أن هذا النزوح “لن يُعتبر انتصاراً لإسرائيل” لكنه سيفرغ غزة من طاقاتها الشابة ويعيق بناء كيان فلسطيني مستقل.

وحول السيناريوهات المستقبلية، رأى أبو عواد أن المشهد سيبقى معقداً حتى صيف 2026 على الأقل، مع وجود احتمالين: إما استمرار الوضع الراهن مع تحسينات إنسانية هامشية، أو تطبيق رؤية ترامب التي وصفها بـ”غير الإيجابية للفلسطينيين” والتي تتضمن انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً ومساراً سياسياً محدوداً.

وعن العوامل المؤثرة، حدد الخبير ثلاث قوى رئيسية: الضغط الإقليمي المتزايد من أنظمة عربية أصبحت تشعر بإحراج من استمرار الحرب، والتحول في الموقف الأمريكي حيث أصبحت واشنطن “تفرض على إسرائيل السير في فلكها” بدلاً من العكس، بالإضافة إلى الزخم الدولي والشعبي الرافض للاحتلال رغم بعض التراجعات.

وفي تحليل لافت، اعتبر أبو عواد أن إسرائيل “لم تحقق نصراً استراتيجياً” في حربها الأخيرة على غزة، بل حققت “إبادة وتدميراً” فقط، مما أوقعها في “حالة إرباك وارتباك” تنعكس سلباً على قدرتها في اتخاذ قرارات مصيرية.

وأضاف أن هذا سيزيد من سياسات القمع في غزة ولبنان وسوريا، محذراً من أن المنطقة تعيش “حالة توتر منخفض لحرب مفتوحة” قد تنفجر في أي وقت وفي أكثر من جبهة.

كما علق الخبير على اغتيال ياسر أبو شباب، معتبراً إياه “رسالة واضحة” لكل من يفكر في التعاون مع الاحتلال بأن مصيره سيكون الفشل أو القتل، مما يجعل مشروع إسرائيل في الاعتماد على “مليشيات محلية” إستراتيجية محكومة بالفشل حتى من وجهة النظر الإسرائيلية نفسها.

وختم أبو عواد بالتشديد على أن الوصول إلى حلول سياسية حقيقية سيحتاج وقتاً طويلاً، وأن المنطقة مقبلة على “مسار تفكيك بطيء جداً” للواقع في غزة قد يستغرق سنوات في ظل التعاطي الحالي مع الأزمة المركبة والمعقدة.

تحت عنوان “الوقت ينفد”.. حركة “حماس” تنشر رسالة لـ3 أسيرات إسرائيليات (فيديو)

اقرأ المزيد