05 ديسمبر 2025

أكد خبير العلاقات الدولية، الدكتور إسماعيل تركي، لموقع أخبار شمال إفريقيا، أن الدور السياسي والدبلوماسي المصري خلال العامين الماضيين شكل أحد أهم محددات الصراع في الإقليمي، ولا سيما منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر 2023 وما تبعها من توسّع رقعة التوتر في المنطقة.

واستهل تركي حديثه بالإشارة إلى أن إسرائيل ردت على عملية “طوفان الأقصى” بعدوان انتقامي واسع على قطاع غزة، قبل أن يمتد الصراع إلى جنوب لبنان وسوريا واليمن وحتى إيران.

ورغم نجاح إسرائيل بحسب تقديره  في تنفيذ بعض أهداف اليمين المتطرف، إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي: تهجير سكان قطاع غزة والسيطرة على أراضيه.

وقال تركي: “الموقف المصري الشجاع والصلب كان العقبة الأكبر أمام الخطة الإسرائيلية، لقد أكد رئيس جهاز الموساد السابق بنفسه أن القاهرة أفشلت بالكامل مشروع التهجير القسري”.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن الدبلوماسية المصرية عملت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة على بناء شبكة علاقات استراتيجية مع الشرق والغرب والشمال والجنوب، الأمر الذي عزّز قدرة القاهرة على التأثير في مسار الصراع.

وأشار إلى علاقات مصر الراسخة مع الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة، مضيفاً أن هذه العلاقات تقوم على مبادئ ثابتة: “التعاون السلمي، وحسن الجوار، والالتزام بالقانون الدولي”، وهي ثوابت لعبت دورا محوريا في كشف “زيف الروايات الإسرائيلية” أمام العالم.

وشدد تركي على أنّ القاهرة “وقفت كحائط صد” أمام كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين أو القضاء على المقاومة.

وأوضح أن مصر لعبت دورا حاسما في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر ميناء ومطار العريش، وفي إدارة عمليات الإغاثة عبر الهلال الأحمر المصري، قائلا: “كانت هذه المساعدات شريان حياة للفلسطينيين، ومصر لم تتخل عن مسؤوليتها الإنسانية والسياسية تجاههم”.

وأكد تركي أن الرؤية المصرية الداعية إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 أصبحت اليوم موقفا دوليا واسعا، حيث اعترفت أكثر من 160 دولة بالدولة الفلسطينية، من بينها أربع دول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وأضاف: “مصر استطاعت عبر تحرك دبلوماسي وسياسي وأمني مستمر أن تجعل من الحل السياسي خياراً وحيداً معترفاً به دوليا”.

وأشار تركي إلى أن اتفاق وقف الحرب في غزة الذي عقد في شرم الشيخ، بحضور الرئيس الأمريكي وزعماء أوروبا وآسيا وإفريقيا، عكس المكانة المحورية لمصر، مضيفا أن انضمام تركيا إلى الجهود المصرية في الاتفاق “كان عبئاً إضافياً على إسرائيل وأحرجها أمام المجتمع الدولي”.

وتابع: “محاولات إسرائيل لتجميل صورتها فشلت بعد أن أصبحت دولة منبوذة، وبدأت دول عديدة تتحدث عن فرض عقوبات عليها”.

وفي قراءته الأوسع للدور المصري، قال د. تركي إن التحركات المصرية خلال السنوات العشر الماضية تؤهل القاهرة لأن تكون القاطرة الإقليمية التي تقود ملفات التنمية والسلام في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأشار إلى أن السياسة الخارجية المصرية لا تقتصر على الملف الفلسطيني، بل تمتد إلى الأزمة الليبية، والسودانية، واللبنانية، واليمنية، وأمن البحر الأحمر والمتوسط، إضافة إلى تعميق الشراكات مع أوروبا وآسيا وأمريكا.

واختتم تركي حديثه بالتأكيد على أن قدرة مصر على منع تهجير الفلسطينيين، وفرض وقف النار، وقيادة مسار إعادة الإعمار تمثل فشلا ذريعا للمخططات الإسرائيلية.

 

يوم النصر في روسيا: الذكرى الثمانون كأداة لإعادة رسم توازنات النظام العالمي

اقرأ المزيد