حذر خبراء في الشأن الإفريقي والإرهاب الدولي من تصاعد العمليات الإرهابية في مالي بعد مغادرة بعثة الاتحاد الأوروبي العسكرية.
وكانت البعثة موجودة في مالي منذ عام 2013 لتدريب القوات المسلحة في مواجهة الجماعات المتطرفة مثل “داعش” و “القاعدة”.
وقال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن انسحاب القوات الدولية الخاصة ببعثة الاتحاد الأوروبي من مالي يأتي في سياق تأثر القارة الإفريقية بعدة عوامل، منها الانقلابات العسكرية التي أدت إلى خروج القوات الأمريكية والفرنسية، مما يعزز من فرص تنامي الإرهاب.
وأشار أديب إلى أن بقاء القوات الدولية كان مرهوناً بمواجهة جماعات العنف والتطرف ودعم القوات المحلية، لكنها في الوقت نفسه كانت تقوم بنهب ثروات الدول الإفريقية، مما أدى إلى الانقلابات للتحرر من هذا “الاستعمار الجديد”.
وحذر أديب من تدهور الوضع الأمني في مالي ودول أخرى في إفريقيا، خاصة في منطقتي الساحل وغرب القارة، مشيراً إلى أن مالي، كدولة فقيرة وغير مستقرة سياسياً، توفر بيئة مناسبة لتنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين” التابع لتنظيم “القاعدة” لتنفيذ عمليات إرهابية.
ومن جانبه، يرى السفير الدكتور صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس المجلس المصري الإفريقي، أن هناك تنسيقاً بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر لتصفية الوجود الغربي، مشيراً إلى أن انسحاب قوات الاتحاد الأوروبي يأتي في إطار مشاركة الدول الثلاث في رفض وجود القوات الدولية.
وأوضح حليمة أن هناك توجهاً لدى السنغال وتشاد أيضاً نحو إخراج القوات الفرنسية، مما يشير إلى نوع جديد من التحالف بين دول الساحل.
وحذر السفير حليمة من الفراغ الأمني في مالي نتيجة انسحاب القوات الدولية، والذي يتيح للمنظمات الإرهابية فرصة للنشاط وتكثيف عملياتها.
الجيش المالي يقتل قياديا بارزاً للقاعدة شمال شرق البلاد