توقع خبراء اقتصاديون لموقع مصراوي حصول مصر قريباً على 2.4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي بعد اعتماد المراجعتين الخامسة والسادسة، إثر رفع أسعار البنزين والسولار، وفي أكتوبر، ستبدأ بعثة الصندوق مراجعة برنامج الإصلاح المدعوم بقرض 8 مليارات دولار.
توقع خبراء اقتصاديون ومصرفيون حصول مصر على شريحة تمويلية جديدة من صندوق النقد الدولي بقيمة 2.4 مليار دولار في القريب العاجل، وذلك في أعقاب موافقة الصندوق على المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، بعد أن نفذت الحكومة المصرية خطوة محورية جديدة بتحرير أسعار البنزين ورفع أسعار السولار.
وجاءت هذه التوقعات بعد يومين من قرار الحكومة المصرية برفع أسعار البنزين والسولار بنحو جنيهين للتر، في ثاني زيادات عام 2025، مما يمثل خطوة متقدمة نحو تحرير كامل لأسعار المحروقات، وهو أحد الشروط الأساسية لاستكمال برنامج الإصلاح المدعوم من الصندوق بقرض 8 مليارات دولار.
ومن المقرر أن تبدأ بعثة الصندوق زيارتها الرسمية لمصر الشهر المقبل لمراجعة تقدم برنامج الإصلاح، بعدما كان الصندوق قد أجل أغسطس الماضي اعتماد المراجعة الخامسة مع السادسة لإتاحة مزيد من الوقت لمصر لتنفيذ الإصلاحات الهيكلية الموعودة.
ورغم إشادة الصندوق سابقاً بتنفيذ مصر لجزء كبير من الإصلاحات، بما في ذلك الالتزام بسعر صرف مرن وكبح جماح التضخم وبدء تحرير دعم المحروقات، إلا أنه لا يزال يبدي قلقه من بطء وتيرة تخارج الدولة من الاقتصاد لصالح القطاع الخاص، وكذلك وتيرة خفض الدين العام.
من جانبه، أعرب الخبير المصرفي محمد عبد العال عن تفاؤله بشأن صرف الشريحة الجديدة، قائلاً: “جدية الحكومة في رفع دعم المحروقات، إلى جانب تحسن المؤشرات الاقتصادية، وخاصة إيرادات قناة السويس، تدعم بشكل كبير موقف مصر في مفاوضاتها مع الصندوق”.
ويحتاج صرف الشريحتين الخامسة والسادسة إلى موافقة المجلس التنفيذي للصندوق بعد اعتماد البعثة للمراجعتين، علماً أن مصر حصلت سابقاً على نحو 3.3 مليار دولار من إجمالي القرض خلال السنوات الثلاث الماضية.
بدوره، أشار محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، إلى أن الحكومة بدأت في تنفيذ الحزمة الثانية من الإصلاحات بعد الإعلان عن طرح شركات حكومية جديدة، مؤكداً وجود “تفهم وتفاوض دائم بين الصندوق ومصر في تنفيذ الإصلاحات”.
وتأتي هذه التعليقات في سياق ما أعلنته وزارة المالية عن خطة لطرح 11 شركة حكومية أمام المستثمرين أو في البورصة بهدف جمع ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار، منها 6 شركات مملوكة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
ولعب العامل السياسي أيضاً دوراً محورياً في تعزيز موقف مصر التفاوضي، حيث رأى مسؤول المعاملات الدولية والخزانة في أحد البنوك الخاصة أن “دور مصر القوي في تحقيق وقف إطلاق النار الدائم في غزة سيدفع الدول الأعضاء بالصندوق، وخاصة الولايات المتحدة، لدعم صرف الشريحتين”.
وأضاف: “العالم رأى بعين صائبة قوة مصر ونفوذها السياسي في المنطقة من خلال الوساطة الناجحة لاتفاقية وقف إطلاق النار، مما يعزز فرص الحصول على موافقة الصندوق”.
الممثلة المصرية غادة عبد الرازق تخطف الأضواء (صور)
