05 ديسمبر 2025

حذر خبراء في الأمن السيبراني وعلم النفس في مصر من التأثيرات السلبية المحتملة لمنصة الألعاب الإلكترونية “روبلوكس” على الفئات العمرية الصغيرة، مشيرين إلى أنها تمثل بيئة غير آمنة للأطفال والمراهقين بسبب طبيعة محتواها وتفاعلاتها المفتوحة.

وقال الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، إن المنصة، التي تضم أكثر من 200 مليون مستخدم شهريا حول العالم، وتتيح إنشاء عوالم افتراضية وألعاب خاصة، وهو ما يفتح المجال أمام ظهور محتويات غير ملائمة أو سلوكيات عنيفة، إضافة إلى احتمالات تعرض المستخدمين لاستغلال من قبل أطراف مجهولة عبر خاصية الدردشة.

وأشار رمضان إلى أن وجود عملة افتراضية داخل اللعبة، يمكن شراؤها بأموال حقيقية، ويجعل الأطفال عرضة للاحتيال أو الإدمان على الإنفاق، إلى جانب تأثيرات اجتماعية ونفسية مثل العزلة وتراجع التحصيل الدراسي، وربما الإصابة باضطرابات كالقلق والاكتئاب.

وأضاف أن بعض الدول اتجهت لحظر المنصة بسبب صعوبة ضبط بيئتها الرقمية، رغم إعلان الشركة المطورة عن سياسات حماية، مؤكدا أن أي مواجهة لهذه المخاطر تحتاج إلى مقاربة شاملة تشمل توعية الأسر، وتعزيز الرقابة، وتطوير بدائل آمنة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور وليد هندي، أستاذ الصحة النفسية، أن نحو 40 مليون مصري يستخدمون الألعاب الإلكترونية حاليا، مع توقع وصول العدد إلى 45 مليونا بحلول 2029، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء يلعبون يوميا لفترات تتجاوز الساعة.

ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى تعرض نسبة من اللاعبين للإساءة أو الإقصاء أو التحرش، ما يجعل الأطفال الفئة الأكثر عرضة للخطر نظرًا لسهولة استدراجهم في بيئات رقمية مفتوحة.

وأكد هندي على أهمية تعزيز الوعي الأسري، وتشجيع الأطفال على أنشطة بديلة مثل الرياضة، للحد من المخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية.

وروبلوكس هي منصة ألعاب إلكترونية وتطوير محتوى ثلاثي الأبعاد تم إطلاقها عام 2006، وتتيح للمستخدمين إنشاء ألعابهم الخاصة باستخدام محركها المدمج ولغة البرمجة Lua، إضافة إلى لعب ملايين الألعاب التي يطورها الآخرون.

وتضم المنصة مجتمعا عالميا ضخما يضم مطورين ولاعبين من مختلف الأعمار، حيث يمكن التفاعل والتواصل داخل بيئات افتراضية متنوعة.

وتعتمد روبلوكس على نموذج اللعب المجاني مع إمكانية الشراء داخل الألعاب باستخدام عملتها الافتراضية “روبوكس” (Robux).

كما توفر أدوات متقدمة للمبدعين لابتكار تجارب تفاعلية، ما جعلها بيئة تعليمية وترفيهية في آن واحد، وحققت المنصة انتشارا واسعا خاصة بين فئة المراهقين والأطفال، وأصبحت من أبرز عوالم الميتافيرس الافتراضية في السنوات الأخيرة.

 

 

مصر تهدد بوقف العمل بمعاهدة السلام مع إسرائيل

اقرأ المزيد