المهاجرون الأجانب يشكلون شريحة واسعة في المجتمع المصري، إذ تشير بيانات منظمة الهجرة الدولية لعام 2022 إلى أن عددهم يتجاوز 9 ملايين شخص، يعيشون وسط 108 ملايين مواطن مصري.
ورغم هذا الحضور الكبير، لا تعكس البيانات الرسمية حول سوق العمل الحجم الفعلي لمشاركتهم، بسبب عدم حصول كثير منهم على تراخيص عمل.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد الأجانب الحاصلين على تراخيص عمل في القطاع الخاص والاستثماري 22.9 ألف عامل أجنبي فقط عام 2024، ما يترك آلاف العمال خارج الإحصاءات الرسمية نتيجة العمل دون تصريح.
وأعلنت وزارة العمل، أمس الخميس، أنها كثفت حملاتها التفتيشية على مدار خمسة أيام في مختلف المحافظات، أسفرت عن تحرير 3676 محضراً ضد منشآت تشغل أجانب دون ترخيص عمل ، وأكد البيان أن هذه الحملات تأتي ضمن جهود الوزارة لإحكام الرقابة وضبط سوق العمل.
ومن جانبه، قال وزير العمل محمد جبران لمصدر صحفي، إن ما تم رصده يعد “حصيلة أولية”، مؤكداً أن الأعداد الحقيقية تفوق المعلن، مضيفاً: “إحنا لسة ما ابتديناش.. الأعداد أكثر من ذلك”، مشيراً إلى أن الحملات التفتيشية ستستمر حتى إعداد تقرير نهائي.
وأوضح جبران أن المخالفات طالت منشآت مملوكة لمصريين وأخرى مملوكة لأجانب، وتنوعت بين قطاعات المطاعم والمنشآت السياحية والصناعية، كما شملت المخالفات عمالة أجنبية من جنسيات مختلفة، بينها صينيون وسوريون وسودانيون.
وينص قانون العمل الجديد، الذي بدأ تطبيقه مطلع الشهر الجاري، في مادته 71 على أنه “لا يجوز للأجنبي العمل داخل البلاد إلا بعد الحصول على ترخيص من الوزارة المختصة، على أن يكون مصرحاً له بدخول البلاد والإقامة بقصد العمل”، كما يحظر تشغيل الأجانب في أي منشأة دون هذا الترخيص.
وأعلنت الوزارة فرض غرامات تتراوح بين 20 و 100 ألف جنيه عن كل مخالفة، مع مضاعفة العقوبة في حال التكرار أو زيادة عدد العمالة غير المرخصة.
وأوضح الوزير أن الغرامات تبدأ بـ 20 ألف جنيه وتزداد كل عشرة أيام حتى تصل إلى 100 ألف، في حال عدم تسوية المخالفة.
ودعا جبران جميع المنشآت المخالفة إلى الإسراع في توفيق أوضاعها وتسجيل العاملين الأجانب عبر “وحدة ترخيص عمل الأجانب” التابعة للوزارة لتجنب العقوبات.
يذكر أن عدد العمالة الأجنبية في مصر تضاعف خلال السنوات الماضية، إذ ارتفع من 11 ألف عامل عام 2020 إلى نحو 23 ألفاً في 2024، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ولكن هذه الأرقام لا تزال متواضعة إذا ما قورنت بعدد الأجانب المقيمين في البلاد، والبالغ نحو 9 ملايين، بينهم 4 ملايين سوداني، ومليون ونصف المليون سوري، ومليون يمني وليبي.
مصر.. محام يذبح والدته وأشقاءه ثم يضرم النيران في المنزل
