تشهد الجزائر في الآونة الأخيرة تزايدا مقلقا في حالات الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف نساء عبر وعود زائفة بالزواج من أجانب، في ظاهرة حذر منها حقوقيون معتبرين أنها “تجارة جديدة بالأحلام والرغبات”، تستغل هشاشة بعض النساء وسعيهن لتحسين أوضاعهن الاجتماعية أو تحقيق حلم الهجرة.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منصات خصبة لنشاط شبكات احتيال تتخفّى وراء واجهات “الزواج من أجانب”، خصوصا من الأتراك، حيث تطلب مبالغ مالية تقدم لما يسمى وسطاء، قبل أن يتبين لاحقا أن الأمر لا يتعدى عملية نصب منظمة.
وتقول المحامية والحقوقية فتيحة رويبي إن الظاهرة “آخذة في الاتساع” وإنها تمس فتيات من مختلف الفئات العمرية، موضحة أن “الكثير من النساء يتلقين وعودا بالزواج والسفر والاستقرار، ثم يكتشف لاحقا أن تلك القصص مجرد خدع متقنة هدفها الاستيلاء على المال أو استغلال الضحايا في علاقات غير قانونية”.
وتضيف رويبي أن بعض النساء يجدن أنفسهن أمام مآزق معقدة بعد السفر إلى الخارج دون عقود رسمية أو ضمانات قانونية، مما يؤدي إلى فقدانهن المال والكرامة وحتى الوضع القانوني داخل البلد الذي سافرن إليه.
ويفسّر خبراء انتشار هذه الظاهرة بارتفاع رغبة الشباب الجزائري، نساء ورجالا، في الهجرة، معتبرين أن “الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية تشكّل أرضًا خصبة لشبكات النصب العابرة للحدود”.
فبعض هذه الشبكات، بحسب حقوقيين، تعمل وفق أساليب دقيقة تشمل إنشاء حسابات وهمية، واستخدام لغات متعددة، وتقديم مستندات مزيفة توهم الضحايا بالجدية.
وفي مواجهة هذه الوقائع، دعت الحقوقية رويبي النساء إلى عدم التعامل مع أي وسطاء مجهولين، والتأكد من أن أي زواج من أجنبي يتم عبر القنوات الرسمية ويوثق لدى القنصلية الجزائرية أو الجهات المختصة.
وأكدت أن “الزواج ليس وسيلة للهجرة أو الربح السريع، بل عقد إنساني وقانوني يقوم على المسؤولية والاحترام”، مشددة على ضرورة استشارة محامٍ أو جهة رسمية قبل الإقدام على أي خطوة مشابهة.
الجزائر.. ضجة على مواقع التواصل بعد تمزيق “يوتيوبر” جواز سفره
