05 ديسمبر 2025

اتهمت منظمات حقوقية مغربية السلطات بانتهاك حقوق معتقلي حركة “الجيل زد 212” ، مؤكدة أن المحاكمات التي طالت المحتجين على الأوضاع الاجتماعية في البلاد اتسمت بـالطابع السياسي وافتقرت لشروط المحاكمة العادلة.

وخلال ندوة عقدتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مقرها بالرباط، قال نشطاء إن الاعتقالات التي رافقت احتجاجات أواخر سبتمبر الماضي كانت عشوائية، وشملت في بعض المناطق أشخاصا لم يشاركوا في المظاهرات، مشيرين إلى أن عددا من الموقوفين أجبروا على توقيع محاضر تحت الضغط.

وأوضحت الحقوقية خديجة الرياضي في تصريحات لوكالة رويترز أن بعض الأحكام الصادرة بحق المتهمين كانت قاسية وصلت إلى 15 عاما سجنا نافذا، معتبرة أن القضايا حملت بعدًا سياسيًا واضحًا، فيما لم تُتح للمعتقلين كل ضمانات الدفاع التي يكفلها القانون.

واندلعت احتجاجات حركة “الجيل زد 212” يومي 27 و28 سبتمبر الماضي في عدة مدن مغربية، بدعوة من نشطاء شبان طالبوا بتحسين خدمات الصحة والتعليم وتوجيه الموارد العامة نحو القطاعات الاجتماعية بدل المشاريع الرياضية الكبرى المرتبطة باستضافة بطولة أمم إفريقيا 2026 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

وتحولت المظاهرات السلمية إلى صدامات عنيفة في بعض المناطق، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات من المواطنين وعناصر الأمن.

وقالت السلطات إن القتلى لقوا حتفهم أثناء محاولة اقتحام مقر أمني في بلدة القليعة قرب أغادير، بينما شككت الجمعية الحقوقية في الرواية الرسمية مشيرة إلى أن الإصابات كانت في الظهر وليست من الأمام.

وأعلنت الجمعية أنها فتحت تحقيقا مستقلا في ملابسات مقتل المحتجين، وأن لجنة تقصي الحقائق ستنشر تقريرها قريبا، فيما لم تصدر الحكومة المغربية حتى الآن أي تعليق رسمي على الاتهامات الموجهة إليها.

وبحسب تقديرات الجمعية الحقوقية، بلغ عدد الموقوفين 2068 شخصا، صدرت أحكام على 233 منهم، تراوحت بين غرامات مالية وأحكام بالسجن وصلت إلى 15 عامًا.

ومن جانبها، قالت المحامية سعاد البراهمة، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن «الدولة تتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن أعمال العنف»، مشددة على أن الحل يكمن في الاستجابة للمطالب الاجتماعية وضمان العيش الكريم بدل الاعتماد على المقاربة الأمنية.

وفي المقابل، أكدت الحكومة المغربية في تصريحات سابقة انفتاحها على الحوار مع ممثلي الحركة، وأبدت تفهمها للمطالب الشبابية، فيما تستعد الحركة لتنظيم جولة جديدة من الاحتجاجات نهاية الأسبوع الجاري في عدد من المدن.

المغرب.. إقصاء الرميد وبوليف يُشعل الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية

اقرأ المزيد