حزن الوسط الثقافي المصري لوفاة الناشر حسني سليمان مؤسس دار “شرقيات”، التي أطلقت جيل التسعينيات من الأدباء، ورغم أزماته المالية واكتئابه، ترك إرثاً أدبياً فريداً ويُطالب المثقفون بتكريمه في معرض القاهرة للكتاب.
خيّم الحزن والصدمة على الأوساط الثقافية المصرية عقب انتشار نبأ وفاة الناشر البارز حسني سليمان، مؤسس دار “شرقيات” للنشر، التي شكلت علامة فارقة في المشهد الأدبي المصري منذ تسعينيات القرن الماضي، واحتضنت أعمال أبرز شعراء وروائيي ذلك الجيل، فكانت منبراً لحرية التعبير ومختبراً لجماليات الكتابة الجديدة.
ووفق ما كشفته الناشرة كرم يوسف، مديرة دار الكتب خان، فقد حدثت الوفاة قبل ستة أشهر، ولم يُعرف بها الوسط الثقافي إلا مؤخراً بالصدفة، ما ضاعف من مشاعر الحزن بين المثقفين الذين عبّروا عبر مواقع التواصل عن أسفهم لفقدان أحد أهم رموز النشر المستقل في مصر.
وأكد عدد من المثقفين أن سليمان واجه أزمات مالية حادة بسبب تمسكه بالمعايير الأدبية على حساب المكاسب التجارية، ما أدى إلى إفلاسه واضطراره لبيع محتويات مكتبته، ودخوله في عزلة واكتئاب منذ عام 2017.
وتُعد دار “شرقيات” إحدى التجارب الرائدة في تاريخ النشر المصري الحديث، إذ فتحت المجال أمام جيل كامل من الكُتّاب والشعراء للتعبير عن رؤاهم بحرية بعيداً عن القيود التقليدية.
الناقد محمود عبد الشكور وصف رحيل سليمان وغياب مشروعه بأنه من “أسوأ ما أصاب الحياة الثقافية في السنوات الأخيرة”، مطالباً بتكريمه في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل، واقتراح أن تحمل جائزة “أفضل ناشر” اسمه تخليداً لإرثه.
أما الكاتب سعد القرش، فشبّه الراحل بـ”نبلاء العصور الوسطى” في هدوئه ونبله، معتبراً أنه أنجز مشروعاً استثنائياً في النشر ثم انسحب حين فقد الأمل، في مشهد يُلخص مصير المبدعين الذين يحترقون من أجل حلمهم.
من جانبها، قالت الكاتبة مي التلمساني إن حسني سليمان كان “حالِماً بحق”، مؤكدة أن دار “شرقيات” كانت تجربة فريدة اصطدمت بواقع صعب في سوق التوزيع والنشر، لكنها ستظل شاهدة على روح المثابرة والإيمان بقيمة الأدب كقوة قادرة على التغيير.
دعوات لحظر عروض الحيوانات المفترسة في السيرك بمصر بعد حادثة طنطا
