وسط أجواء انتخابية مشحونة، أعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أنه يدرس مقاطعة انتخابات مجلس النواب المقبلة، بعد استبعاد اثنين من أبرز مرشحيه في الإسكندرية والمنصورة، في خطوة وصفها الحزب بأنها “رسالة سياسية لإسكات المعارضة”.
وفوجئ الحزب، بحسب بيان صادر عن مكتبه السياسي، باستبعاد هيثم الحريري، النائب السابق المعروف بمواقفه المعارضة، بحجة “الإعفاء من الخدمة العسكرية”، إلى جانب محمد عبد الحليم، القيادي بالحزب، الذي استُبعد بزعم “تعاطي مواد مخدّرة ومسكرات”.
وأكد الحزب أن هذه المبررات “واهية ولا تستند إلى أساس قانوني”، مشيرا إلى أن استبعاد اثنين من أصل ثلاثة مرشحين يشاركون باسمه “يعني إغلاق الباب أمام أي مشاركة سياسية حقيقية”.
وأوضح رئيس الحزب، مدحت الزاهد، أن اجتماع المكتب السياسي الأخير شهد حالة من “الغضب الشديد” بين القيادات، معتبرا أن ما جرى “تأكيد على أن الانتخابات تدار بعقل أمني وليس سياسيا، وأن النتائج يجري ترتيبها مسبقًا”، وأضاف: “بهذا النهج، تتحول صناديق الاقتراع إلى مشهد صوري لشرعنة واقع أحادي الصوت”.
وأشار الزاهد إلى أن الحزب دعا إلى اجتماع طارئ للجنة المركزية الجمعة المقبل لاتخاذ قرار نهائي بشأن الاستمرار في السباق أو الانسحاب الكامل، محذرا من أن “إقصاء الأصوات المعارضة يهدد الحياة السياسية ويغذي شعورا عاما بالعزلة واليأس”.
وفي تفاصيل الاستبعاد، نوه الحزب أن قرار رفض ترشح الحريري جاء دون توضيح قانوني واضح، رغم استيفائه كافة الشروط، أما في حالة عبد الحليم، فأكد أن التحاليل الطبية جاءت متناقضة: “إحدى النتائج كانت إيجابية والأخرى سلبية من الجهة نفسها، وهو ما يثير شبهة التلاعب والقرار السياسي المسبق”.
ومن جانبه، طعن الحريري أمام مجلس الدولة على قرار استبعاده، موضحا أن إعفاءه من الخدمة العسكرية “أمني – سياسي” صدر عن الجهات المختصة استنادا إلى خلفية والده، السياسي الراحل أبو العز الحريري، ولم يكن بطلب منه، معتبرا أن تحويل هذا الإعفاء إلى ذريعة لحرمانه من الترشح “أمر غير منطقي ولا عادل”.
كما أصدر حزب الدستور بيانا داعما للحريري، دعا فيه الهيئة الوطنية للانتخابات إلى مراجعة القرار “حفاظا على تكافؤ الفرص والنزاهة الانتخابية”، معتبرا أن “استبعاد مرشحين معارضين بعذر أمني هو مساس مباشر بحق المشاركة السياسية”.
وبدوره، نشر عبد الحليم مقطع فيديو على صفحته الرسمية كشف فيه تفاصيل ما وصفه بـ“الواقعة الغامضة”، مؤكدا أنه لا يتعاطى أي مواد مخدرة وأن نتيجة الفحص الثانية جاءت سلبية، وأشار إلى أنه تقدم بطعن رسمي مدعوم بالمستندات، متهماً الجهة المختصة بـ“التلاعب في التحاليل”.
وتأتي هذه التطورات قبل أسابيع من انطلاق أولى مراحل انتخابات مجلس النواب المصري، التي ستجرى على مرحلتين تشملان جميع المحافظات.
وتنطلق المرحلة الأولى في محافظات الصعيد والساحل الشمالي يومي 10 و11 نوفمبر المقبل داخل البلاد، على أن تجري المرحلة الثانية في المحافظات الشمالية والشرقية يومي 24 و25 من الشهر ذاته.
ورغم تعديل البرلمان لقانون تقسيم الدوائر في وقت سابق من العام، لم تُدرج أي تغييرات على النظام الانتخابي الذي يقسّم المقاعد مناصفة بين النظام الفردي والقوائم المغلقة، وهو ما كانت قوى المعارضة قد حذّرت منه خلال جلسات الحوار الوطني، معتبرة أنه “يُفرغ التنافس الانتخابي من مضمونه ويعيد إنتاج برلمان الصوت الواحد”.
مصر توجه نداءً للأجانب المقيمين فيها
