05 ديسمبر 2025

تستغل حركات التمرد في شمال النيجر الفراغ الأمني جنوب ليبيا لتنفيذ هجمات ثم الاختباء في الصحراء الليبية، وتهدف هذه الحركات بقيادة موسى كوناي إلى إسقاط المجلس العسكري بقيادة تشياني، وتشكل هجماتها تهديداً اقتصادياً رئيسياً للنيجر التي تعاني من ضغوط مالية، رغم محدودية تهديدها العسكري المباشر بسبب تشرذمها.

تتصاعد أنشطة الحركات المتمردة في شمال النيجر مستفيدة من فراغ السلطة الأمني في جنوب ليبيا المجاور، حيث تستخدم الصحراء الليبية ملاذاً للاختباء والتحضير بعد تنفيذ هجماتها.

وتستهدف هذه الجماعات، وأبرزها “الحركة الوطنية من أجل الحرية والعدالة النيجرية”، البنية التحتية الحيوية وخاصة خطوط النفط، في تحدٍ مباشر للمجلس العسكري الحاكم في نيامي بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، وتطالب بالعودة إلى النظام الدستوري.

يتميز قادة هذه الحركات، مثل موسى كوناي الذي يقود الحركة الوطنية، بمعرفة عميقة بالصحراء وقدرة على تنفيذ غارات خاطفة ضد أهداف إستراتيجية قبل الانسحاب عبر الحدود المشتركة غير المأهولة.

ويستفيدون من شبكات محلية قوية بين مجتمع التبو عبر تشاد وليبيا والنيجر، مما يمكنهم من التحرك وتجنيد المقاتلين.

ويؤكد محللون أن جهود التعاون الثلاثي بين تشاد وليبيا والنيجر لوقفهم لا تزال تواجه تحديات جسيمة بسبب ضعف الإمكانيات واتساع الرقعة الجغرافية.

يشكل الهجوم على البنية التحتية، خاصة خط أنابيب النفط الذي يربط حقول النيجر بالموانئ في بنين، تهديداً اقتصادياً مباشراً للحكومة.

يأتي هذا في وقت تعاني فيه البلاد من ضغوط مالية حادة عقب العقوبات الدولية التي تلت انقلاب يوليو 2023، وتعتبر عائدات النفط ضرورية لسداد ديون البلاد، مثل القرض الصيني البالغ 400 مليون دولار.

على الرغم من التصعيد، يحد تشرذم الحركات المتمردة وعدم قدرتها على التوحد تحت قيادة واحدة من فاعليتها.

وتفتقر هذه الجماعات إلى وجود حضري قوي وهيكل سياسي متين، مما يجعل تهديدها المباشر للسلطة محدوداً مقارنة بالخطر الاقتصادي الذي تشكله.

ورداً على ذلك، تسعى السلطات النيجرية إلى تجنب فتح جبهة عسكرية جديدة. وتشير تقارير إلى سعيها لإجراء مفاوضات سرية، ويتجلى ذلك في إطلاق سراح خمسة رهائن نيجريين كانوا محتجزين في جنوب ليبيا في عملية أمنية منسقة مع القوات الليبية مطلع نوفمبر.

كما بدأ الجنرال تشياني جولة ميدانية واسعة في المناطق الشمالية لطمأنة السكان.

يرى المحللون أن الانهيار التدريجي لمؤسسات الدولة في منطقة الساحل وانتشار الأسلحة من ليبيا بعد 2011، قد خلق بيئة خصبة لنمو الاقتصاد الموازي والأنشطة غير المشروعة التي تغذي هذه الجماعات.

ويشكل استمرار هذا الفراغ الأمني على الحدود الليبية – التشادية – النيجرية عاملاً أساسياً يمكّن هذه الحركات من الاستمرار ويجعل مواجهتها معضلة أمنية إقليمية معقدة.

ارتفاع أسعار النفط مع توقعات بنمو الطلب العالمي

اقرأ المزيد