حملت الحرب على قطاع غزة تداعيات على العلاقات الإسرائيلية مع دول إقليمية ودولية، ولكن كان اللافت هو التداعيات على علاقة إسرائيل مع روسيا.
ويقول خبراء في السياسة الروسية والغربية إن الرئيس الروسي، يحاول استغلال حرب إسرائيل ضد “حماس” كفرصة لتصعيد ما وصفها بأنها “معركة وجودية مع الغرب من أجل فرض نظام عالمي جديد ينهي الهيمنة الأمريكية لمصلحة نظام متعدد الأطراف”.
ويرى المحللون، إن الحرب ضد غزة أثرت على مسار العلاقات الإسرائيلية مع روسيا، والتي توترت خلال الحرب بشكل كبير، حيث تبنت روسيا موقفا من الحرب، واتهمت الولايات المتحدة والغرب بالمسؤولية عن عدم وقف الحرب وإعطاء الشرعية لإسرائيل في استمرار عملياتها العسكرية بدون حسابها على قتل المدنيين واستهداف المؤسسات في قطاع غزة، وكما كان لروسيا موقف من حركة “حماس” حيث اعتبرتها حركة سياسية وليست حركة إرهابية كما يُعرفها الغرب، وقد انتقدت إسرائيل روسيا على هذا الموقف، ويرى الخبراء أن هذا التوتر لن يستمر وذلك بسبب حساسية العلاقة مع روسيا وارتباط مصالح إسرائيلية أمنية مع روسيا، وقدرة روسيا على إزعاج إسرائيل في ملفات عديدة، منها الملف السوري والملف الإيراني.
وتحلل المصادر الإسرائيلية، الموقف الروسي في أن هناك مصلحة لروسيا في الحرب على غزة لنقل الأضواء والاهتمام الدولي من الحرب في أوكرانيا إلى أزمة الشرق الأوسط، فضلاً عن أن هناك أنباء تتحدث عن أن السلاح الذي كان ذاهباً لأوكرانيا وذهب بدلاً من ذلك إلى إسرائيل، وإظهار الولايات المتحدة بأنها سبب الأزمات واستمرار الحرب في غزة كما هو الوضع في استمرار الحرب في أوكرانيا، كما أن روسيا تعتقد أن إسرائيل وبسبب الدعم الغربي لها تحولت إلى جزء من هذا المعسكر، حيث أن حرب روسيا هي ضد الولايات المتحدة، والوقوف ضد إسرائيل هو مثل الوقوف ضد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مصلحة روسيا في لعب دور إقليمي من خلال تأثيرها وعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة، كما ليس من مصلحة روسيا توسع الحرب في المنطقة ما قد يضر بسوريا وإيران التي تعتبرهما حليفتين لها، وخاصة إيران التي عززت علاقتها بها في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
ووفقا لخبراء السياسة تجلت صور توتر العلاقات الروسية الإسرائيلية، عندما تقدمت موسكو بمشروع بديل يدعو لوقف النار بشكل فوري ودائم، بالإضافة إلى حديث مندوب روسيا بالأمم المتحدة حيث قال: “استمعنا لمزاعم بوجود مواقع لحماس بالمستشفيات والمساجد ولم نر أدلة حتى الآن”. وجاءت الخطوة الأكثر إزعاجا عبر استضافة الخارجية الروسية وفدا من حماس بقيادة موسى أبو مرزوق رغم التنديد الإسرائيلي.
ويقول خبراء السياسة الدولية، إنه ” ليس من المتوقع أن تغيّر إسرائيل من علاقتها، حتى تحت الضغط الأمريكي بعد الحرب، فإسرائيل تحتاج إلى روسيا أكثر من حاجة روسيا لها”.