05 ديسمبر 2025

أثار قرار إيداع الصحافي الجزائري سعد بوعقبة الحبس المؤقت، أول أمس الخميس، ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد متابعته قضائيا على خلفية تصريحات تتعلق بملف مالي تاريخي يخص جبهة التحرير الوطني.

وكانت محكمة في العاصمة قد قررت سجن بوعقبة، البالغ ثمانين عاما، إلى حين محاكمته في الرابع من ديسمبر المقبل، بعد شكوى تقدمت بها ابنة الرئيس الراحل أحمد بن بلة ووزارة المجاهدين، تتهمه فيها بالإساءة لرموز الدولة التاريخية ونشر معلومات كاذبة، كما وجهت تهم مماثلة لمدير منصة “رؤية” الإلكترونية التي استضافت تصريحاته.

وجاء القرار بعد أيام من لقاء الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بالرئيس عبد المجيد تبون، في إطار نقاش حول توسيع هامش الحريات الإعلامية، واعتبرت حنون إيداع بوعقبة السجن “صدمة غير مبررة”، مشيرةً إلى وضعه الصحي وتقدمه في السن.

وأعلنت حركة مجتمع السلم رفضها للحبس الاحتياطي، رغم اختلافها في كثير من الأحيان مع مواقف بوعقبة.

ودعت الحركة، عبر نائب رئيسها أحمد صادوق، إلى اعتماد مقاربات تحافظ على الأمل والحريات ولا تضعف ثقة الجزائريين في المستقبل.

وفي السياق نفسه، عبر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عن “قلقه العميق” من القرار، واعتبره تقييدا لحرية التعبير.

وطالب الحزب بالإفراج عن بوعقبة وإعادة فتح قناة “رؤية”، داعيا إلى إعلام حر يتيح للمواطنين التمييز بين المعلومة والرواية المضللة.

وأصدرت حركة البناء الوطني بيانا أكدت فيه أن القضايا الفكرية والإعلامية يفترض أن تواجه بـ“الرأي والحوار لا بالإجراءات القضائية”، محذرة من تداعيات التضييق خلال مرحلة حساسة تمر بها البلاد.

وشهدت المنصات الإعلامية ومواقع التواصل موجة تضامن مع بوعقبة، حيث اعتبر صحافيون بارزون أن حبسه يشكل رسالة سلبية للوسط الإعلامي.

وكتب الإعلامي علي جري أن “الخطأ يُواجه بالصواب لا بوضع صحافي ثمانيني وراء القضبان”، فيما رأى الصحافي أحميدة العياشي أن الحبس الاحتياطي “لا يخدم الدولة ولا يعزز ثقة الجمهور”.

وتعود القضية إلى تصريحات أدلى بها بوعقبة استند فيها إلى وثائق منشورة في كتاب يتناول حسابات مالية لجبهة التحرير الوطني كانت مودعة في بنك سويسري تحت رعاية القيادي محمد خيضر، الذي اغتيل في مدريد عام 1967.

وتشير الروايات التاريخية إلى أن هذه الأموال، المقدرة بنحو 40 مليون فرنك سويسري قديم، ظلت محور خلافات سياسية طويلة قبل أن تستعيد الدولة جزءاً منها خلال عهد الرئيس الشاذلي بن جديد.

 

صراع نسائي على منصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية

اقرأ المزيد