جيبوتي تبدأ تجربة مبتكرة باستخدام بعوض معدّل وراثياً لمكافحة الملاريا، في مواجهة تفشي نوع جديد من البعوض المقاوم للمبيدات، بمشاركة شركة “أوكسيتيك” البريطانية، وسط دعم ودراسة من قبل منظمة الصحة العالمية.
بدأت جيبوتي إطلاق عشرات الآلاف من البعوض المعدّل وراثياً كل أسبوع، في خطوة جديدة لمكافحة تفشي غير مسبوق للملاريا في منطقة شرق إفريقيا، وتُستخدم هذه التقنية، التي طوّرتها شركة “أوكسيتيك” البريطانية، للتقليل من أعداد البعوض الناقل للأمراض.
وتستهدف الحملة النوع الجديد من البعوض، “أنوفيليس ستيفنسي”، الذي يشكل تهديداً كبيراً للمنطقة بفضل قدرته على مقاومة المبيدات الحشرية.
وتعتبر هذه الحشرة العامل الرئيسي وراء الزيادة الكبيرة في حالات الملاريا في جيبوتي وإثيوبيا، وقد رُصدت في ست دول إفريقية أخرى.
وبدأت جيبوتي تنفيذ هذا المشروع في مايو 2024، حيث أُطلق نحو 40 ألف بعوضة معدلة وراثياً في البداية، وفي 6 أكتوبر، تم إطلاق عمليات أسبوعية لهذه الحشرة المعدلة، التي ستستمر حتى منتصف عام 2025، بهدف الحد من انتشار المرض.
ويُعزى الفضل في هذا الابتكار إلى شركة “أوكسيتيك”، التي كانت قد طوّرت هذه التقنية سابقاً لمكافحة حمى الضنك في البرازيل.
وتعتمد الحملة على إطلاق ذكور البعوض المعدل وراثياً، التي لا تستطيع التكاثر بسبب البروتين المعدل في أجسامها، ما يؤدي إلى تقليل أعداد البعوض على المدى الطويل.
وأشار عبد الله أحمد عبدي، المستشار الصحي في رئاسة جيبوتي، إلى أن هذا المشروع يمثل مبادرة مبتكرة ومؤثرة على مستوى القارة الإفريقية، وأضاف أن جيبوتي تسعى لتوفير حل مستدام يمكن أن يخدم المنطقة بأكملها.
لكن هذه التقنية أثارت قلقاً لدى بعض العلماء البيئيين، الذين يشككون في تأثيراتها على تطور البعوض وانتشار الأمراض. حيث حذرت منظمة “جين ووتش يو كاي” من أن هذه التكنولوجيا قد تؤدي إلى تغيرات غير متوقعة في البيئة، ورغم هذه المخاوف، تؤكد شركة “أوكسيتيك” أن البعوض المعدل غير ضار للبشر.
من جانبها، دعمت منظمة الصحة العالمية هذا الابتكار، حيث تعمل حالياً على تطوير إطار تنظيمي لقياس تأثير هذه التقنية.
في الوقت نفسه، أبدت دوروثي أتشو، رئيسة قسم الأمراض الاستوائية في إفريقيا، دعمها القوي لهذه المبادرة، مشيرة إلى نتائج أولية واعدة وأن الحاجة ملحة لاتباع خطوات مستدامة لتحقيق نتائج شاملة في مناطق أوسع.
ليبيا تؤكد عدم وجود علاقات مع السلطات الأوكرانية